أخبار تركياتقارير

الكمامة في تركيا.. ضرورة وموضة

تعلم اللغة العربية بالتفاعل

الكمامة في تركيا.. ضرورة وموضة

ترك ميديا

 ميرا خالد خضر

تتواصل الجهود الجمهورية التركية بدعم المستثمرين ورواد الأعمال ومؤسساتها لإنتاج الكمامات والاستثمار في التقنيات الطبية والصحية لمجابهة الفيروس التاجي كوفيد -19، وكذا لتحقيق الاكتفاء الذاتي في المنتوج الطبي بالأخص إنتاج الكمامات والأقنعة الطبية وكذلك للمشاركة في سباق التكنولوجية العالمية. وقد دخلت الكمامة الواقية في تركيا عالم الموضة والمجوهرات لتصبح جزءا من الإكسسوار والأزياء الى جانب دورها الطبي، حيث انتجت شركة “كورونيتي” التركية قناعا طبيا متعدد الاستخدام “كوروماكس” الذكي، إذ يمكنه متابعة عملية التنفس والتغير في درجة حرارة الجسم باستخدام أجهزة استشعار، كما أنتجت شركة Demirci أقنعة من الذهب بوزن ٢٠ غراما الذي يبلغ سعرها 20 ألف ليرة تركية، واقنعة مصنوعة من الفضة الخالصة بسعر 1500 ليرة أي ما يعادل أكثر من ١٩ ألف دولار.

بروتوكول صحي

أكدت الصحفية التركية زهراء كرمان في حديث صحفي: في ظل وجود فيروس كورونا يستوجب على الأقل الوقاية والالتزام بالبروتوكول الصحي والاجراءات المفروضة من التباعد الاجتماعي ولبس القفازات والاقنعة، وهو في الحقيقة نضال حقيقي للبشرية ويجب التحلي بالصبر والقوة لتجاوز الأمر، ومن المهم جدا ارتداء “الكمامة”.. لقد وجدت صعوبة في أول الأمر أحسست بالاختناق منها وزيادة في حرارة وجهي، كنت أعيد الكمامة لثوان بعدما أنزلها على ذقني. وقالت كرمان إن الحكومة التركية كانت صارمة في تطبيق البروتوكول الصحي للسيطرة على ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس وللحد من انتشاره بجملة من الإجراءات الاحترازية وأن المخالفين لحظر التجول سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم وفقا للمادة 195 من قانون العقوبات التركي أما بالنسبة للمولات ومراكز التسوق فيتم إظهار رمز وزارة الصحة الخاص بمكافحة كورونا “HES kodu”. وحظر استخدام المواصلات العامة للأفراد الذين تفوق أعمارهم فوق 65 ومن هم دون 20 عاما، كما تم تحديد عدد الأشخاص المشاركين في صلاة الجنازة ومراسم عقد القران بـ 30 شخصا كأقصى حد، ومنع إقامة الاحتفالات في المنازل مضيفة بالقول ان الكمامة أصبحت جزءا من الحياة اليومية في تركيا ودخلت مجال الموضة والإكسسوار وعالم المجوهرات.أما بالنسبة للمواطن الذي يخالف وضع الكمامة تضيف كرمان فان الشرطة أو الدرك التركي الحق بتوقيفه وتغريمه (ألف ليرة تركية أي ما يعادل 130دولارا) كما يمكنه متابعته قضائيا إذا تأكد من إصابته بالفيروس التاجي كوفيد- 19.

ارتداء الكمامة

أكدت الدكتورة سلمى نبيل مفتو اوغلو طبيبة اختصاص أطفال وقسم الطوارئ في مركز هوزور الطبي في منطقة تشوزلوا بمدينة اسطنبول ان الكمامة أصبحت الزاما على الأطفال خاصة بعدما تبين احتمال اصابتهم بفيروس كورونا أو نقلهم للفيروس واستدل الباحثون بعلامتين رئيسيتين على إصابة الأطفال بفيروس كورونا وهما الإسهال والقيء بشكل رئيسي، إذ يمكن أن يرشدا الأطباء فورا إلى أهمية فحص الإصابة بفيروس “كوفيد-19″ عند الأطفال، كما يمكن الاستدلال بإصابة الأطفال بثلاثة مؤشرات وهي ارتفاع في درجة الحرارة، وسعال شديد ومستمر، وفقدان أو تغير في حاسة الشم أو التذوق. مضيفة ” وينبغي تعلم الأطفال لبس الكمامة من خلال رسوم متحركة ووضعها على الدمى الخاصة بهم أو تقريب فكرة تشبه لبس الكمامة مثل قناع سبيدرمان، كما يجب وقاية الأطفال بعدم أخذهم لزيارات أو للأماكن المكتظة وعند أخذهم للتنزه فيجب أن تكون مناطق شبه معزولة وعدم استعمال المرافق العامة أو المواصلات العامة برفقة الأطفال، وختمت بالقول:”حلمي ان تصل خدمة الطب الوقائي لكل طفل في هذا العالم مثل اللقاحات..المياه النظيفة…التغذية الصحية، وانا الآن عضو في وقف خاص لمساعدة الأطفال والشباب، وسأبذل جهدي لمساعدة الأطفال مهما كانت الظروف،لقد تقلص عدد المعالجين في عيادتنا بشكل كبير، لكني لم أترك وظيفتي ليوم واحد والتزمت بخدمة واستقبال الأطفال المرضى بشتى الأمراض.

الالتزام واجب

قال الدكتور التركي والي كمال أوغلو إلديز مدير ومؤسس المعهد العثماني للعلوم OSIA بأنقرة ورئيس مجلس الإدارة لجمعية دار العلوم التركية ” يعتقد الكثير أن تفشي فيروس كورونا خلق العديد من السلبيات في سلوك الفرد والعلاقات الاجتماعية لكن الأمور ليست بهذه السوء فقد جمعت الأزمة الناس على هم وهدف مشترك، فأعادت تقوية الأواصر التي كادت أن تتهتك، ومنحتنا فرصة حقيقية لتقدير الحياة والبيئة والصحة العامة، وتقدير كثير من النعم التي غفلنا عن شكرها وتعاملنا معها وكأنها نمط مكتسب غير قابل للفقد، وغيرت أمورا عديدة لا يعرف الى الآن مدى عمقها او حتى تأثيرها على الفرد والمجتمع والحكومة، هذه الأزمة أكدت أنه علينا بناء مرونة وافية في سلوكنا وأنظمتنا في ميادين العمل والتعليم والصحة وغيرها من المصالح الخاصة والعامة، واضاف: أجد في الكمامة واجبا إنسانيا لحماية الفرد ومجتمعه والتزامه بها يؤكد دوره الايجابي في المجتمع وأهميته في تأدية دوره الانساني على أكمل واجب كجزء وفرد يتميز بالمرونة والتضامن والرضوخ والالتزام بين الضرورة والواجب وهما أمران مرتبطان، فالقناع أو الكمامة في المطلق ليست مجرد سلوك إنساني بالتزامه ضمن البروتوكول الصحي والعلاجي فقط بل أوسع من ذلك فهو واجب انساني واجتماعي وديني، وحمايته لنفسه حماية لأحبابه ومجتمعه في الوقت نفسه لذا تجد لبسها بعد ارتفاع عدد الاصابات بطواعية بغض النظر على الزخم الإعلامي والتوعي في ذلك، لذا فالالتزام هنا له منطلق اجتماعي أكثر منه صحيا، لذلك وبرغم من ألم الفراق والبعد إلا أن العديد من الأفراد ابتعدوا عن زيارة أهاليهم والمقربين منهم خوفا عليهم من إصابتهم. وعلى الأرجح هنا في تركيا لم تتغير بشكل نسبي الثقافة الاستهلاكية لدى المواطنين في الجائحة الصحية العالمية، وذلك للحفاظ على الموارد التي يبدو أنها مهددة بظروف الحظر لأنها كانت متوفرة وأثناء الحجر المنزلي ساهمت الحكومة بمؤسساتها وفروعها البلدية والولائية وجمعيات بتقديم المستلزمات الغذائية لجل الأسر المعوزة والميسورة وكبار السن، كما حافظت على رواتب العاملين وتعديل أنظمة المكافآت ولم تؤثر الجائحة الصحية على سلاسل التوريد لأن تركيا اعتمدت بشكل مسبق على سلاسل التوريد المحلية.. أما بالنسبة للتعليم فقد ساعدت التكنولوجيا الحديثة في التواصل التقني بين الملقن والمتلقي، وفي ظل الجائحة الصحية العالمية اعتمد معهدنا على تطبيق الزووم للتواصل ومواصلة الندوات والحوارات وذلك تطبيقا لإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا.

حملة توعية

أكد المواطن عز الدين أرلي أستاذ دين واللغة العربية وصاحب محل للاتصالات في منطقة مندريس بمدينة اسطنبول التركية  أن ارتداء الكمامة أمر اجباري هنا في تركيا منذ بداية انتشار الفيروس في البلاد، ويضيف أنه كان حريصا على تطبيق الاجراءات الوقائية وبالأخص ارتداء الكمامة الطبية التي لا تستخدم كبديل للتباعد الاجتماعي مضيفا أنه يعتمد على الكمامات الطبية بالأخص التي يقوم بتبديلها يوميا في حين يبتعد هو وعائلته عن استخدام واقيات الوجه الشفافة التي صارت أكثر شيوعا في الفترة السابقة في تركيا مؤكدا أنها لا توفر الحماية التي توفرها الكمامات الطبية خاصة أن هناك نوعًا لا يلتف حول جانبي الوجه ولا يمتد طوله إلى ما دون مستوى الذقن، وهذا أمر مخالف للقواعد الصحية المعمول بها عالميا، وقال إنه وضع لافتة بمدخل محله تحمل عبارات تستوجب على الزبائن ارتداء الكمامة قبل دخولهم لمحله ” نعتذر عن استقبالك دون ارتداء الكمامة “، كما أضاف الأستاذ بالقول “..حتى شركات الاتصال تقوم بحملة توعيه للمواطنين عبر ارسال رسائل قصيرة في عموم تركيا تؤكد الزامية ارتداء الكمامة كمسؤولية وطنية وإنسانية “.

 

المصدر: الشرق

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى