
ليبيا.. “الأسطى” التركي ساتشان يتوق للعودة لمسقط رأسه
ترك ميديا
يتوق التركي مصطفى ساتشان، الذي يعمل في العاصمة الليبية طرابلس، بمجال تصليح السيارات، إلى العودة لمسقط رأسه ولاية أضنة جنوبي تركيا، بعد اشتياق كبير.
وفي حديث صحفي روى الأسطى (الحرفي الماهر) ساتشان قصة قدومه من بلاده إلى ليبيا وعمله فيها منذ 10 سنوات، رغم ظروف الحرب، في ورشته “المركز التركي لصيانة السيارات”، والظروف التي مر بها.
وأفاد ساتشان، بأنه من عائلة مزارعة في أضنة، وخطى خطوته الأولى في مجال تصليح السيارات بعد إنهائه تعليمه الابتدائي.
وأوضح قائلا: “فتحنا ورشة خاصة بنا في تركيا وعملنا حتى 2010، ومن ثم بإصرار من صديقي، اشترينا التذاكر ولم يكن هناك تأشيرة بين البلدين، وتوجهنا إلى ليبيا”.
ولفت أنه في البداية كان مترددا من حيث إمكانية التأقلم في ليبيا، لكنه تكيف بسرعة مع ثقته العالية بقدراته المهنية.
وأردف: “الناس في ليبيا قريبون من ثقافتنا، لم يكن التكيف مع الحياة هنا صعبا، تعلمت اللغة (العربية) بممارستها مع الوقت، ومن لهجة الشارع الليبي”.
وأشار إلى أن الأعوام 2010-2014 كانت جيدة بالنسبة له اقتصاديا، “ولكن الظروف أصحبت صعبة منذ 2014 مع بداية الحرب الأهلية في البلاد”.
وردا على سؤال حول سبب عدم عودتهما إلى تركيا مع انطلاق الثورة الليبية في 17 فبراير/شباط 2011، قال ساتشان إنهما انتظرا وتحليا بالصبر وقاما بفتح الورشة وانطلقا في العمل.
وأردف أن أعوام 2014 و2019و 2020 كانت الأصعب بالنسبة له نظرا للخوف الذي عاشه في الحرب وأحداث العنف التي اشتدت خلال تلك الفترات.
** الليبيون يفضلون حرفية الأتراك
وتابع ساتشان أن من مزايا ليبيا أسعار البنزين المنخفض وأن السيارات فيها تحتاج أكثر للتصليح لأن المسافات التي تقطعها السيارات طويلة جدا.
وأضاف “تتعرض السيارات لحوادث طرقات أكثر من تركيا، فما نقطعه نحن في تركيا في سنة كاملة يقطعه الليبيون في 20 يوما، كما أن سعر البنزين رخيص جدا”.
وأشار إلى أن عمله يحظى بإعجاب الليبيين وأنهم يفضلون التعامل مع الأتراك نظرا لحرفتيهم وعملهم المتقن.
وتابع أنه يزور والديه وأقرباءه في أضنه كل ستة أشهر تقريبا، لكن هذا العام لم يتمكن من زيارتهم بسبب تعليق الرحلات بين البلدين في إطار الإجراءات المفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا.
وزاد :”نلتقي أصدقاءنا الأتراك العاملين في المطاعم التي تقدم الأكلات التركية في طرابلس، والعاملين في البناء”.
** في نهاية المطاف سأعود إلى أضنة
وردا على سؤال حول تفكيره في العودة إلى تركيا نهائيا من عدمه، مع الأخذ بعين الاعتبار إمكانية دخول ليبيا في دوامة عنف مجددا، رد ساتشان أن حلمه “العودة لأضنة”.
وقال: “في فترة ما، كنا مستائين للغاية، لكننا صبرنا، وفي نهاية المطاف سيأتي يوم نعود فيه إلى أضنة”.
ويسود ليبيا، منذ 23 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، وقف لإطلاق النار تخرقه مليشيا الجنرال الانقلابي خليفة حفتر من آن إلى آخر، رغم تحقيق الفرقاء تقدما على المستوى السياسي نحو حل النزاع سلميا.
ومنذ سنوات، يعاني البلد الغني بالنفط صراعا مسلحا، حيث تنازع مليشيا حفتر، بدعم من دول عربية وغربية، الحكومة الليبية المعترف بها دوليا، على الشرعية والسلطة، ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب دمار مادي هائل.
المصدر: الاناضول