تقارير

أمل السيد.. فنانة سورية حافظت على موهبتها ونمّتها في إسطنبول

تعلم اللغة العربية بالتفاعل

ميرا خالد خضر 

الحرب في سوريا غيرت الكثير من معالم الحياة فيها؛ كما شكلت نقلة نوعية للفن السوري، لتصبح منصات التواصل الاجتماعي بوابة لانتشار عشرات الأعمال لفنانين سوريين، ويرتفع سقف الحريات عندهم ويصبح بإمكانهم طرح كل أفكارهم ومواقفهم ومطالبهم وحقوقهم.

أشارت الفنانة السورية الشابة أمل محمود السيد ابنة محافظة حلب السورية في حديث حصري إلى أن الفن في سوريا سابقا كان فنا نخبويا لا يهم سوى الطبقة المخملية من المجتمع، وغالبًا ما كانت المعارض الفنية محصورة بعدد قليل ومحدد من شرائح المجتمع السوري.

أقرأ أيضا : رسامة تركية تبدع تحفاً فنية من المخلفات الإلكترونية

“لم أتخلى عن موهبتي رغم الصعاب من الحرب والنزوح”

أمل محمود السيد فنانة موهوبة درست تخصص الفنون في حلب، وهربت من ويلات الحرب برفقة عائلتها والكثير من السوريين آنذاك إلى تركيا منذ 8 سنوات، لتستأجر شقة برفقة عائلتها بمنطقة صوغلي ميدان في مدينة إسطنبول التركية.

الفنانة القادمة من مدينة حلب، تتحدث بنبرة تكابد فيها مرارة العيش التي فُرضت عليها وعلى عائلتها والكثيرين من السوريين بفعل الحرب المندلعة في بلادها قائلة: “الحرب في سوريا غيرت كل شيء… في بادئ الأمر كنت منبهرة بالحياة في إسطنبول وطريقة العيش بها الشبيهة بالأوروبية، لكنني اعتبرت الأمر مؤقتا ولنا عودة قريبة لسوريا، لكن الأيام والسنوات مرت وصار الخراب في سوريا يزداد يوما بعد يوم لأحس بالغربة والضياع… فني منقذي الوحيد من هذه الحالة، لقد كان وجهتي وعزائي الوحيد… وزوجي له الفضل في دعمي في موهبتي والاستمرار في فني، ولم أتخلى عن موهبتي رغم الصعاب من حرب ونزوح… كما أعتقد أن دعم الأحباب له نسبة كبيرة  للاستمرار والتفوق رغم الصعاب…”.

“الرسم الفني هو الأساس قبل تثبيت عجينة السيراميك”

أشارت الفنانة السورية إلى تنوع أعمالها بقولها: “ستجد الحب والحلم في أعمالي أجسد الورد والقلوب والشخصيات والفواكه، كل ذلك من عجينه السيراميك لأصنع منها العديد من الأشكال والأعمال لتزيين أو عمل توكات جميله للبنات أو تزيين أدوات المطبخ أو اشكال ميداليات أو أقراط وأساور وتزيين مكابس الكهرباء، وإطارات الصور والأكواب والبرطمان”.

كما تحدثت عن عجينة السيراميك قائلة إن “لها استخدام واسع النطاق في كل المجالات لأنها عجينه عملية؛ كما يمكن لأي شخص عمل عجينة السيراميك في المنزل بأربع مكونات بسيطة ورخيصة الثمن… حيث يتم إحضار وعاء عميق، ليتم إضافة الغراء الأبيض إلى النشاء وخلطهم معا حتي يتجانسا، ثم يتم إضافة كل من الجليسرين وزيت البرافين وخلطهم جيدا للحصول على عجينة، ويجب وضع كريم مرطب كالفازلين مثلا على اليدين لتسهيل عملية عجنها لكي لا تلتصق… وفي الخطوة الثانية يتم تقطيع العجينة ويضاف إليها الألوان المراد استعمالها (يمكن استعمال ألوان أكليريك أو باستيل) ولفها بورق وتركها جانبا لمدة ساعة قبل البدء في التشكيل بها واستخدامها”.

كما نوهت الفنانة أمل السيد إلى وجوب الرسم قبل عملية التشكيل بالعجينة، والذي يعتبر تصميما ابتدائيا وتخطيطا أساسيا قبل تشكيل عجينة السيراميك وتثبيتها بمسدس الشمع (أو غراء) على الرسم الأساس، وبعد الرسم والتشكيل والتلوين تتم عملية التثبيت بكل دقة وتناغم وتترك لتجف وتتماسك مع بعضها البعض.

وختاما، أكدت الفنانة السورية تمسكها بهذا الفن الجميل والمعبر رغم كل الظروف، كما تتمنى أن تتلقى الدعم لفتح ورشتها الخاصة وتعليم هذا الفن لفتيات أخريات من اللاجئات لتكون صنعتهم الحرفية التي هي بمتناول أيديهم وسهلة التنفيذ، لرفع دخلهم الفردي مع صعوبة الوضع الاقتصادي للكثير من اللاجئات في تركيا.

كما تضيف قائلة: “موهبتي أجمل شيء في حياتي، وقد بنيْتُ عليها طموحات كبيرة. شاركت في سوريا بعدد قليل من المعارض الفنية الشبابية… حاليا أنشر أعمالي في منصات التواصل الاجتماعي، وأحلم فقط بفتح معرض فني لعرض أعمالي ورسوماتي ومجسماتي من عجينة السراميك، كما أتمنى من الجمعيات الداعمة للنازحات مساعدتي لتنفيذ طموحاتي ومشاريعي”.

إسطنبول _ ترك ميديا

المصدر : ترك برس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى