السمنة والسرطان.. كتاب لطالبة تركية ضمن قائمة الأكثر مبيعًا في أمريكا
ترك ميديا
حظيت طالبة الثانوية العامة التركية لارا أوزقان ابنة الـ (16 ربيعا) بشهرة واسعة بعد وصول كتاب علمي قامت بتأليفه إلى مرتبة الأكثر مبيعا على منصة “أمازون” التجارية.
تعيش أوزقان في مقاطعة بيرغن بولاية نيو جيرسي الأمريكية مع والديها وشقيقيها، وأصبح كتابها RNA Sequencing”” الذي استغرق تأليفه عامين عن العلاقة بين السرطان والسمنة، من أكثر خمسة كتب مبيعًا على “أمازون”.
أوزقان طالبة في المرحلة الثانوية في أكاديمية العلوم والتكنولوجيا في “هاكنساك” بمقاطعة بيرغن، وهي المدرسة الأولى في أمريكا.
وأوزقان أيضا في الوقت نفسه عضو في فريق أبحاث السرطان في عدة مختبرات بحثية في أمريكا.
** تأليف الكتاب
تقول أوزقان للأناضول، “عندما عانيت من نقص الموارد في العينات التي أعمل عليها وتحليل البيانات قررت تأليف كتاب لطلاب الثانوية المبتدئين في هذا المجال”.
وعن شعورها إزاء نجاح كتابها تقول أوزقان “لم أكن أتوقع مطلقًا دخول كتابي في الهندسة الطبية الحيوية والإحصاء ضمن الكتب الأكثر مبيعًا على أمازون”.
وتشير إلى أنها ” ألفت هذا الكتاب لتوفير مصدر علمي في هذا المجال دون الالتفات إن كان سيحقق شهرة، لكنه لقي اهتمامًا كبيرا”.
وتقول أوزقان، إن “التعليقات التي تلقيتها من أساتذة المعلوماتية الحيوية غمرتني بالسعادة”.
وتوضح أنها “لم تتوقع أن يحقق الكتاب دخلا ماديا”، لافتة إلى أنها ” تتبرع به كاملا للمعهد الأمريكي لأبحاث السرطان”.
** تقدير وإعجاب وجوائز
وحازت أوزقان على إعجاب وتقدير المسؤولين لتأليفها كتابًا كهذا في سن مبكرة، بالإضافة إلى دخوله ضمن قائمة الكتب الأكثر مبيعًا.
وعبر توم سوليفان المفوض الرسمي في بيرغن التي تعيش فيها أوزقان، عن سعادته بنجاحها عبر حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي قائلًا “فلنتعرف على لارا أوزقان كاتبة تبلغ من العمر ستة عشر عامًا”.
وأضاف سوليفان، “ألفت أوزقان كتابها بعنوان (تسلسل الحمض النووي الريبوزي- المبادئ وتحليل البيانات) وهو يتناول أسس علم الوراثة، وقد احتل مرتبة بين أكثر خمسة كتب مبيعًا في أمازون، تهانينا”.
وعلى الرغم من أنها لا زالت في المرحلة الثانوية، إلا أن أوزقان نجحت في الانضمام إلى فريق البحث في مختبر “كولد سبرينج هاربرس” وهو أحد أفضل مراكز أبحاث السرطان في أمريكا.
كما أن أوزقان حققت نجاحًا كبيرًا على الصعيد الدولي، إذ حصلت على الجائزة الأولى في الرياضيات وعلوم الحاسوب والمعلوماتية الحيوية في مسابقة “إنتل” الدولية للعلوم والهندسة التي نُظمت على هامش المعرض الدولي للعلوم والهندسة، وهو أكبر معرض علمي بحثي على المستوى ما قبل الجامعي عالميًا.
وتعمل أوزقال كذلك، وفق ما تقول، مديرة لأبحاث براءات الاختراع في شركة أدوية تتعلق بمدرستها، وأنها بدأت عملها بدوام جزئي مقابل أجر في شركة للمشروعات المشتركة مع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
وتوضح أوزقان، أنها ” تعمل كباحثة في علم الأحياء الجزيئية، والمعلوماتية الحياتية وعلم الوراثة، على العلاقة بين العادات الغذائية والسرطان”.
وتضيف، أن “مشروعاتها البحثية التي أعدتها في هذا المجال أهلتها للحصول على جوائز من جامعتي ييل وجون هوبكنز وهما من أكبر المؤسسات التعليمية في أمريكا”.
وتشير إلى أن اختيارها السرطان ليكون مجالًا لبحثها يرجع لعدة أسباب أهمها أن “أعداد الإصابة به تتزايد بشكل مضاعف”.
وتقول، إن “هناك الكثير من الأبحاث حول العلاقة بين هذه الأعداد المتزايدة والوفيات وبين الحياة الحديثة في الحضر، ولكن لم يتضح إلى الآن كيفية حدوث ذلك”.
وتردف أوزقان، “أظن أن العامل الأهم وراء حدوث هذا هو نمط الحياة والسمنة الناتجة عن التغذية السيئة”.
وترى أنه “يمكن التركيز على هذه العلاقة وخاصة مع تحليل البيانات الوراثية للفرد”.
** عروض مختلفة
وحصلت أوزقان على عروض بمنح دراسية كاملة من الجامعات الرائدة في أمريكا والتي لا تقبل إلا الطلاب الأكثر ذكاءً ونجاحًا، وذلك لتأليفها كتاب علمي في سن مبكرة، بالإضافة إلى حصولها على جوائز عديدة.
وتقول إنها “ترغب بالدراسة في جامعة على مستوى جيد، وأنها ترغب بإيجاد حلول للمشكلات التي تتعرض لها الإنسانية في أسرع وقت ممكن”.
وتستطرد، أن “العجز الذي يعانيه الوسط العلمي في مواجهة وباء كورونا (كوفيد – 19) يدفعني للبحث عن مدى جدوى أبحاثي حول علم الوراثة والحمض النووي الريبوزي ونفعها للبشرية”.
وتضيف أوزقان، “أريد أن أكمل أبحاثي العلمية في بيئة توفر الاستمرار لهذا النجاح، وأن أكون قريبة من المرضى”.
وتردف “كما أني أحلم بإنشاء مختبر أبحاث على النسق الأمريكي في تركيا لبناء جسر للطلاب الأتراك ممن يرغبون في الدراسة في أمريكا، والمكوث في تركيا في الوقت نفسه”.
** عائلتي ساهمت في نجاحي
تلفت أوزقان، إلى أنها “تمتلك الحس العلمي منذ صغرها”، مشيرة إلى أنها “حاولت فك شيفرات الأهرامات المصرية وهي في الصف الأول بالمدرسة الابتدائية”.
وتقول “إن الدعم الكبير من عائلتي وتنمية ثقتي بنفسي له تأثير كبير على تطوري بمجال البحث العلمي”.
وتعرب أوزقان، عن “امتنانها لعائلتها ودورها الفعال في حياتها العلمية”، مشيرة إلى أن “توقع العائلة بنجاح الأطفال يلعب دورًا مهمًا في تنمية ثقتهم بأنفسهم وبالتالي نجاحهم”.
وتلفت إلى أن كتاب (العزيمة: قوة الشغف والمثابرة) للكاتبة لأنجيلا دكوورث “له دور منفرد في دعمي من الناحية التعليمية ونجاحي”.
** لا أريد أن تنقطع علاقتي بتركيا
وتقول أوزقان، إن هناك “شراكات تتم مع المؤسسات التعليمية في تركيا على المشروعات العلمية”.
وتضيف “نحاول أنا وعائلتي الذهاب إلى تركيا كل عام، فلا أريد أن أقطع علاقتي ببلادي”.
وتشير إلى أنها “حصلت على فرصة لمواصلة أبحاثها في قسم علوم الأحياء الجزيئية بجامعة (إزمير يوكسك التقنية)”.
وتوصي أوزقان الشباب الأتراك في أمريكا، “باستمرار التواصل والحفاظ على علاقتهم مع أقاربهم وأصدقائهم في تركيا”، مشددة على أن ذلك “سيسهم بشكل كبير في نجاحهم مستقبلًا”.
** الحفاظ على الثقافة
ويعيش والدا لارا، بولنت ونجلاء أوزقان في أمريكا منذ ما يقرب من 20 عامًا.
ويقولا للأناضول، إن “تربية الأطفال في أمريكا أمر صعب للغاية”، لكنهما “فخوران بنجاح أبنائهم”.
ويشيرا إلى أن ابنتهم لارا “تخصص أوقاتًا منفردة للعمل التطوعي إلى جانب تعليمها، وأنها تتولى مسؤوليات في العديد من اللجان التابعة لمدرستها”.
ويضيفا، أن لارا “تقدم كذلك دروسًا مجانية في الكيمياء والأحياء وعلوم الحاسب لطلاب المدارس المتوسطة”.
ويلفت الأب بولنت، إلى “إنهم مكثوا لفترة من الوقت في كندا وهولندا”.
ويضيف “لم أكن أريد أن يكبر أبنائي متأثرين بالثقافة الأمريكية، لذا قبلت عروضًا بالعمل في بلدان مختلفة لفترة من الوقت”.
ويردف بولنت، “أظن أن تجربة الحياة في ثلاث قارات مختلفة مهمة جدًا بالنسبة للارا، وذلك كي تصبح حياتها القادمة أكثر انفتاحًا وتوازنًا”.
المصدر: الاناضول