قام “مركز أبحاث الاتصالات الساتلية والاستشعار عن بعد”، بجامعة “إسطنبول التقنية” التركية، بتصوير صمغ البحر، المعروف بـ”لعاب البحر” المتكون في بحر مرمرة من الفضاء عبر الأقمار الصناعية.
وبدأت المحطة الأرضية التابعة لمركز أبحاث الاتصالات الساتلية والاستشعار في الجامعة، بتحديد أماكن توزع لعاب البحر في بحر مرمرة، غربي تركيا، من خلال تتبعها عبر الأقمار الصناعية.
واستخدم المركز لمراقبة توزع لعاب البحر في مرمرة، الأقمار الصناعية “بلياديس” (Pleiades) و”سبوت 5″ (Spot 5) و”سبوت 6″ (Spot 6) و”سبوت 7″ (Spot 7)، حيث جرى تحديد خصائصه عبر الصور التي التقطتها تلك الأقمار منذ مارس/ آذار الماضي.
أقرأ أيضا : أردوغان يترأس اجتماعا أكاديميا لبحث مشكلة “الصمغ البحري”
وكشفت تلك الصور، مناطق توزع لعاب البحر الذي غطى مساحة 25 كيلومترا في 14 مايو/ أيار الماضي، و58 و85 كلم في 19 و24 من ذات الشهر تواليا، بالمنطقة الممتدة بين شبه جزيرة “قابي داغ” بولاية باليكسير (غرب) إلى خليج “إزميت” في الجزء الشرقي من بحر مرمرة.
كما لوحظ وجود زيادة في نسبة لعاب البحر بأكثر من 3 أضعاف خلال الأيام الـ 10 اللاحقة.
وأظهرت الصور، وجود ارتفاع في نسبة لعاب البحر في خليج “إزميت” والمناطق المحيطة به، وبالمناطق الساحلية في الجانب الأناضولي من إسطنبول والجزر. فيما أظهرت صور أخرى عالية الدقة، تناثر مجموعات من لعاب البحر من وقت لآخر على كامل بحر مرمرة.
وقبل أيام، رصدت عدسة الأناضول، انتشار لعاب البحر بكثافة وبشكل واسع على عمق 30 مترا في بحر مرمرة، حيث يظهر نتيجة لتلوث البحار وتغير المناخ عالميا، ما يشكل تهديدا خطيرا على الكائنات الحية في المنظومات المائية.
وفي 8 يونيو/ حزيران الجاري، أطلقت تركيا أكبر حملة لتنظيف مياه البحر في المدن الواقعة على شواطئ مرمرة.
– دراسة خصائص لعاب البحر
وقال مدير المركز ورئيس “قسم هندسة الجيوماتيات” بالجامعة، البروفيسور مصطفى يانالاق، إن الصور الملتقطة من قبل الأقمار الصناعية التركية تساهم بشكل كبير في الدراسات التي يجريها العديد من الأكاديميين والطلاب.
وأضاف يانالاق ، أن إنشاء مركز أبحاث الاتصالات الساتلية والاستشعار عن بعد، بدأ كمشروع في عام 1996 واكتسب صفة مركز للدراسات التطبيقية والبحوث عام 2003.
وأشار أن المركز استحوذ على مكانة علمية مهمة في جامعة “إسطنبول التقنية”، لاسيما في الآونة الأخيرة، مع زيادة دقة الصور الملتقطة من قبل الأقمار الصناعية، وكذلك ازدياد مجالات البحوث التطبيقية.
وأوضح أن الصور الدقيقة التي ترسلها الأقمار الصناعية توفر للمجتمع الأكاديمي معطيات مهمة تدخل في إطار الدراسات الأكاديمية، التي تتناول مواضيع مهمة تهم المجتمع.
وأردف: “أجرينا مؤخرا، دراسة على لعاب البحر المتكون في بحر مرمرة استنادا إلى الصور المرسلة من الأقمار الصناعية. لقد وفرت تلك الصور معطيات مهمة للأبحاث والدراسات التي يتم إجراؤها وكذلك مكنت الأكاديميين من فهم طبيعة وتوزع تلك المادة في بحر مرمرة”.
** صور الأقمار الصناعية
نائبة مدير المركز، البروفيسور نبيّة موسى أوغلو، أفادت في حديث للأناضول، بأن صور الأقمار الصناعية الملتقطة، يمكن استخدامها في مجموعة متنوعة من الدراسات والأبحاث العلمية.
وأضافت الأكاديمية التركية، أن المركز يمتلك إمكانات كبيرة لإجراء مختلف أنواع البحوث العلمية والدراسات، بما في ذلك تلك المتعلقة بلعاب البحر المتكون في بحر مرمرة.
وأوضحت أن المركز بدأ بالفعل في إجراء دراسات حول مادة لعاب البحر، اعتبارا من شهر مارس/ آذار الماضي، حيث جرى مسح منطقة بحر مرمرة بصور الأقمار الصناعية.
وأشارت أن المركز تمكن من تحديد مناطق توزع وكثافة لعاب البحر في بحر مرمرة، فيما أظهرت الصور الملتقطة أيام 14 و19 و24 مايو الماضي، وجود تراكمات لهذه المادة في المنطقة الممتدة من شبه جزيرة “قابي داغ” إلى خليج “إزميت” والجانب الأناضولي من إسطنبول والجزر في الجزء الشرقي من مرمرة.
ونوهت أن مادة لعاب البحر غطت ما مساحته 85 كيلومترًا في 24 مايو الماضي، حيث شهدت هذه النسبة ارتفاعًا بأكثر من 3 أضعاف خلال الأيام الـ 10 الأخيرة.
وشددت أن صور الأقمار الصناعية تعتبر مهمة للغاية من حيث الوقوف على مناطق انتشار وتوزع لعاب البحر واتخاذ الاحتياطات الفورية للحد من انتشاره.
وختمت بالقول: “توفر صور الأقمار الصناعية معلومات مهمة من حيث تحديد مواقع وكثافة لعاب البحر، وكذلك تحديد المناطق التي تحتاج إلى تدخل فوري”.
إسطنبول _ ترك ميديا
المصدر : الاناضول