تركيا والعربتقارير

“عشرية دعم” تركية تنتشل الصومال من “ثالوث الموت”

تعلم اللغة العربية بالتفاعل

“عشرية دعم” تركية تنتشل الصومال من “ثالوث الموت” 

ترك ميديا

طوال ثلاثة عقود، ظل الصومال يواجه “ثالوث الموت” من حرب ومجاعة وأمراض، ما جعله من أخطر دول منطقة القرن الإفريقي وأقلها أمنا.

ولفترة طويلة ظل العالم، دولا وهيئات، يتابع أوضاع هذا البلد العربي الفقير عن بعد، فدفع الشعب الصومالي ثمنا باهظا بين معاناة داخلية وتجاهل خارجي.

لكن قبل 10 سنوات، بدأ الحال يتغير، إذ شرعت تركيا في التوجه نحو الصومال بصنوف الدعم كافة، ما مثّل علامة فارقة في تاريخ بلد يتعافى من حرب أهلية اندلعت إثر انهيار حكومته المركزية، عام 1991.

ففي أغسطس/ آب 2011، زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (حين كان رئيسا للوزراء)، العاصمة مقديشو، وهي أول زيارة من رئيس وزراء تركي للصومال.

وهدفت هذه الزيارة الفارقة إلى مساعدة المتضررين من مجاعة قاتلة، لم يستطع معها المانحون التقليديون سوى تقديم مساعدات عابرة، لا تصبو إلى تنمية مستدامة.

إلا أن الدور التركي في الصومال لم يقتصر لاحقا على الجانب الإنساني، بل شمل المجالات كافة، وبينها البنية التحتية والاقتصاد والتجارة والتعليم والصحة، ليتحول مسار العلاقات بين البلدين إلى مرحلة التعاون.

وفي ما يلي، ترصد الأناضول أبرز محطات الدور التركي في مساعدة الصومال منذ عام 2011:

* الدور الإنساني*

في بداية 2011، كان الدور التركي يتركز على الجانب الإنساني، حيث كرست أنقرة هيئاتها وإمكاناتها الإنسانية لدعم الصومال.

وقدمت تركيا 300 مليون دولار مساعدات إنسانية، للحد من تداعيات مجاعة كانت تضرب نحو 3.2 ملايين صومالي.

ولاقت هذه المساعدات استحسانا كبيرا من الصوماليين، نظرا للوضع الإنساني المتدهور.

وفي 2012، احتلت تركيا المركز الرابع بين الدول المانحة في مجال المساعدات الإنمائية، والثالث في حجم تقديم المساعدات للصومال، عبر منظماتها الإنسانية الحكومية وغير الحكومية.

وبين 2013 و2018، قدمت أنقرة نحو 370 مليون دولار للصومال، دعما مباشرا وغير مباشر، فيما تبرعت منظمات المجتمع المدني التركية بمساعدات قيمتها 100 مليون دولار.

وفي 2015، أرسلت تركيا سفينة محملة بمساعدات إنسانية بقيمة 8 ملايين دولار، في ظل فيضانات ضربت الصومال.

وفي 2016، افتتح الرئيس أردوغان ونظيره الصومالي (آنذاك) حسن شيخ محمود في مقديشو، أكبر سفارة تركية في العالم.

وفي 2017، بلغت قيمة مساعدات مكتب جمعية الهلال الأحمر التركية في الصومال نحو 38 مليون دولار، للحد من تداعيات المجاعة.

وبين 2011 و2018، قُدر حجم المشاريع التي نفذتها الوكالة التركية للتعاون والتنسيق “تيكا” في الصومال بقرابة 500 مليون دولار.

* البنية التحتية*

في 2011، سيرت الخطوط الجوية التركية أولى رحلاتها إلى الصومال، كأول طائرة من طراز 5 نجوم منذ ثلاثة عقود.

وفي 2013، نفذت “تيكا” مشروع ترميم شوارع العاصمة بطول 40 كيلومترا، مع تثبيت أعمدة الإنارة.

وفي 2013، تولت شركة “فافوري” التركية إدارة مطار مقديشو الدولي.

وفي 2014، تسلمت شركة “البيرك” التركية إدارة ميناء مقديشو الدولي، لمدة 20 عاما، ضمن اتفاقية بين البلدين، يحصل الصومال بموجبها على 55 بالمئة من دخل الميناء شهريا، ما يدر مئات ملايين الدولارات على خزانة البنك المركزي الصومالي.

وفي 2017، اكتمل مشروع بناء مقر مجلس الشيوخ (إحدى غرفتي البرلمان) من 3 طوابق، بتمويل من جمعية الهلال الأحمر التركية.

وفي 2018، وقعت “تيكا” برتكول لبناء مقر للبرلمان الصومالي من 7 طوابق، بكلفة 100 مليون دولار.

* قطاع التعليم*

في 2011، أطلقت تركيا مشروعا لإحياء القطاع التعليمي في الصومال، عبر مؤسستي “وقف المعارف” و”الأناضول” التركيتين، حيث تم إنشاء 13 ثانوية وترميم مدارس متضررة جراء الحرب الأهلية، في أرجاء البلاد.

وفي 2014، افتتحت وكالة “تيكا” كلية الأناضول للزراعة، بهدف تدريب طلاب صوماليين على أساليب الزراعة، وتخرج فيها 500 طالب وطالبة.

وفي 2016، تم افتتاح معهد “أردوغان” المهني العالي للعوم الصحية بسعة 300 طالب وطالبة.

وفي 2017، أنشأت “تيكا” مركزا لتعليم الطيران المدني بالصومال.

وفي 2017 أيضا، تم افتتاح معهد “يونس إمره” الثقافي التركي، وساهم في تعليم أكثر من 4 آلاف مواطن صومالي اللغة التركية.

وسنويا، يحصل الصومال على نحو 200 منحة دراسية تركية من أصل ألف تقدمها أنقرة في القارة الإفريقية، ما يجعله أكثر دولة إفريقية استفادة من هذه المنح.

ومنذ بداية هذه المنح عام 2011، أكمل نحو 200 طالب وطالبة من الصومال دراستهم الجامعية في تركيا، بينما يدرس حاليا قرابة 2000 طالب وطالبة آخرين في المراحل التعليمة المختلفة بتركيا.

* القطاع الصحي*

في 2013، تم افتتاح مستشفى “رجب طيب أردوغان” في مقديشو، وهو الأحدث والأكبر في دول القرن الإفريقي (شرقي القارة)، ويستقبل شهريا 11 ألف مريض، ويستوعب سنويا 132 ألفا.

وفي 2016، تم افتتاح مستشفى “يادرم” التركي للأمومة والأطفال في مقديشو، ويستقبل يوميا 80 مريضا، بواقع ألفين و400 مريض شهريا.

* القطاع التجاري*

في 2016، وقعت تركيا والصومال اتفاقيات تجارية واقتصادية في قطاعات عدة، بقيمة 100 مليون دولار.

وفي 2017، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 80 مليون دولار.

* منح مالية*

شهريا، تقدم تركيا 2.5 مليون دولار للصومال منحة لتعزيز ميزانيته.

في 2020، سددت تركيا ديون الصومال المتأخرة لدى صندوق النقد الدولي، وهي 2 مليون و400 ألف سهم، بهدف دعم الإصلاحات الاقتصادية.

* القطاع العسكري*

في 2017، افتتحت تركيا بمقديشو مركز التدريب العسكري الصومالي “تركصوم”، بكلفة 50 مليون دولار، لتأهيل الجيش الصومالي.

وفي 2020، تخرجت في المركز خامس دفعة، وبلغ عدد الجنود الذين أكملوا تدريباتهم فيه 5 آلاف تقريبا، بينما يبلغ عدد عناصر الجيش إجمالا نحو 30 ألف عسكري.

ومنذ 2018، قدمت تركيا للصومال عشرات من مركبات عسكرية قتالية ومقاومة للألغام ومضادة للكمائن من طراز “BMC Kirpi”، بجانب آلاف البنادق الهجومية من طراز “MPT-76” .

وفي مارس/ آذار 2021، سلمت تركيا الحكومة الصومالية ثكنات عسكرية جديدة تم بناؤها في مقديشو، ضمن إعادة هيكلة القوات المسلحة الصومالية.

المصدر: الاناضول

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى