تقارير

في ذكراه الـ106.. انتصار “جناق قلعة” في أرشيف الرئاسة التركية

الأرشيف يزخر بوثائق تحوي معلومات مهمة حول كفاح القوات العثمانية في المضيق بين أغسطس 1914 و18 مارس 1915، وانتهاكات قوات الحلفاء للقوانين الدولية

تعلم اللغة العربية بالتفاعل

في ذكراه الـ106.. انتصار “جناق قلعة” في أرشيف الرئاسة التركية

ترك ميديا

تحيي تركيا، الخميس، الذكرى الـ106 لانتصار الدولة العثمانية في معركة “جناق قلعة” ضد قوات الحلفاء، في 18 مارس/ آذار 1915.

وفي ذلك اليوم، أثبتت الدولة العثمانية للأصدقاء والأعداء صحة مقولة “جناق قلعة عصية على الأعداء لا يمكن عبورها”.

فخلال الحرب العالمية الأولى (1914 ـ 1918)، حاولت قوات بريطانية وفرنسية ونيوزلندية وأسترالية احتلال مدينة إسطنبول، عاصمة الدولة العثمانية آنذاك، لكن محاولتها باءت بالفشل.

ولنصر “جناق قلعة” وثائق تاريخية محفوظة بعناية فائقة في أرشيف الدولة التابع لرئاسة الجمهورية التركية.

وتزخر هذه الوثائق بمعلومات وتفاصيل مهمة عن تحركات وأنشطة القوات العثمانية وقوات الحلفاء قبيل المعركة.

كما تضم معلومات عن كفاح العثمانيين في مضيق “جناق قلعة” (الدردنيل)، بين أغسطس/ آب 1914، و18 مارس 1915.

ومن بينها وثيقة بتاريخ 20 أغسطس 1914، تنقل لـ”نظارة الحربية” العثمانية أنه سيتم إغلاق المضيق، في حال هاجمته سفن الأعداء.

ووثيقة أخرى عبارة عن خطاب لـ”نظارة الداخلية”، بتاريخ 28 سبتمبر/ أيلول 1914، يفيد بأن المضيق تم إغلاقه بعد إعلان الأسطول الإنجليزي أنه سيضرب أي سفينة تخرج منه.

وجاء بالوثيقة: “أول أمس أبلغ ضابط إنجليزي زورقا تابعا لنا، خرج في مهمة استطلاعية، بأنهم تلقوا أوامر بضرب أي سفينة حتى ولو كانت ترفع العلم العثماني، بسبب السفينتين المأخوذتين من ألمانيا. وعليه تم الإبلاغ بأن المضيق سُيغلق احتياطا، لحين ترك السفن الإنجليزية مدخله، وضمان تحرك سفننا بحرية دون أي مانع”.

وتظهر وثيقة، بتاريخ 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 1914، أن السفن الإنجليزية أطلقت نيرانا على المضيق.

وتقول الوثيقة إن 6 سفن للأعداء استمرت في قصف المضيق لمدة عشر دقائق، ثم تراجعت من دون أي خسائر في صفوف العثمانيين.

ووثيقة أخرى، بتاريخ 11 فبراير/ شباط 1915، عبارة عن خطاب من إدارة شعبة الاستخبارات في مقر القيادة العامة إلى قيادة الجيش الهمايوني (السلطاني) العثماني، توضح قدوم زورق حربي إنجليزي لأول مرة من اتجاه جزيرة سمديرك (ساموثراكي) نحو خليج ساروس، بتاريخ 10 فبراير.

كما توضح الوثيقة رفع تقرير يوضح ساعة بساعة الهجوم الذي شنه أسطول الحلفاء على نقاط بولاير، ويلديز طابيه، وقابا تبه، في 3 مارس 1915.

** تقارير استخبارية

وبين الوثائق تقارير استخبارية تسجل معلومات عن نية دول الحلفاء الهجوم على “جناق قلعة”، عبر عملية إنزال عسكري ضخمة على البر، إضافة إلى معلومات استخبارية مهمة عن أنشطة دول الحلفاء.

وتحوي التقارير معلومات عن تعرض ثكنة مجيدية العسكرية لأضرار نتيجة قصف تعرضت له، وعن إسقاط طائرة للحلفاء بنيران عثمانية أُطلقت من قابا تبه، إضافة إلى معلومات عن أنشطة وتحركات الحلفاء بخصوص المضيق.

كما تحوي الوثائق معلومات مفصلة عن قصف أسطول الحلفاء لنقطتي بولاير وتنغر يومي 14 و15 مارس 1915.

وتضم الوثائق أيضا معلومات من شعبة الاستخبارات في رئاسة الأركان العثمانية، حول الرد على قصف أسطول الأعداء، الذي دخل المضيق قبيل ظهر 18 مارس 1915، وعن إغراق البارجة الفرنسية “بوفيه” في تمام الساعة الثانية ظهرا من اليوم نفسه.

ومن الوثائق المهمة كذلك وثيقة تحوي معلومات مهمة حول قيام أسطول الأعداء، المكون من 13 سفينة حربية كبيرة وزورق حربي، بقصف حصون حميدية وداردانوس ومجيدية في المضيق، قصفا شديدا استمر ثماني ساعات.

كما تحوي معلومات عن اندلاع حرائق شديدة بسبب سقوط قذائف على المدينة، ما أدى إلى احتراق 150 منزلا، بالإضافة إلى معلومات عن إغراق 3 بوارج وزورق حربي من أسطول الأعداء.

ويضم أرشيف رئاسة الجمهورية أيضا العديد من الوثائق التاريخية الأخرى، مثل رسائل تهنئة بالنصر من داخل وخارج البلاد، وتقارير يومية بخصوص التحركات البرية بين 25 أبريل و31 أغسطس 1915.

وكذلك ترقيات ومكافآت الأفراد والضباط، الذين أظهروا تفوقا خلال الحرب البرية، ووثائق عن العمليات العسكرية التي نفذتها القوات البحرية والبرية والجوية للحلفاء وتنتهك القوانين الدولية الخاصة بالحرب.

ويزخر الأرشيف كذلك بالخطابات والتقارير اليومية التي كتبها الجنود الذين حاربوا في “جناق قلعة” والمراسلون الحربيون الذي شاهدوا المعارك.

 

المصدر : الأناضول

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى