بالتزامن مع احتفالات تركيا بالذكرى السنوية الـ 950 لمعركة ملاذكرد (1071 ميلادية)، والتي فتحت أبواب الأناضول أمام دخول الأتراك، زار أكثر من 30 ألف شخص مقبرة السلاجقة التاريخية في منطقة أخلاط بولاية بيتليس التركية (جنوب شرق)، والتي تعتبر أكبر وأقدم مقبرة إسلامية تركية تاريخية.
وفي 26 أغسطس/ آب الماضي، احتفلت تركيا بحلول الذكرى السنوية الـ 950 لمعركة ملاذكرد، التي انتصر فيها السلاجقة الأتراك على الإمبراطورية البيزنطية، ما مكّنهم من دخول الأناضول.
وخلال يومي 26 و27 أغسطس/ آب، زار أكثر من 30 ألف شخص جاؤوا من مختلف أنحاء تركيا، إضافة إلى ممثلين لعدد من البعثات الدبلوماسية المعتمدة في أنقرة، مقبرة السلاجقة التاريخية في أخلاط، والتي تعتبر أكبر مقبرة تركية إسلامية في العالم، تعبيرًا عن تقديرهم للبطولات التي سطرها رجال الدولة الأتراك في العهد السلجوقي.
وبعد قراءة الفاتحة، أجرى الزوار جولة في المقبرة المسماة “قبة الإسلام” والمدرجة في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي العالمي، وتعتبر واحدة من أهم الآثار التي يزخر بها التاريخ التركي الإسلامي في العالم.
وخلال الجولة، تفقد الزوار شواهد القبور في المقبرة التي تشهد أعمال تنقيب وترميم برعاية رئاسة الجمهورية وبإشراف من وزارة الثقافة والسياحة التركية.
والتقط الزوار صورًا للمقبرة، حيث يوجد ثمانية آلاف و 122 شاهدة قبر لشخصيات ورجال دولة من العهد السلجوقي، تحمل كل واحدة منها قيمة تاريخية وفنية لا تقدر بثمن.
وقال كوكهان يازغي، مدير عام التراث الثقافي والمتاحف في الجمهورية التركية، إن أعمال التنقيب والترميم بدأت في المقبرة منذ ستينيات القرن الماضي.
وذكر يازغي، أن مقبرة السلاجقة التاريخية في أخلاط تعتبر المقبرة التركية الإسلامية الأقدم في العالم، بمساحة تبلغ 210 ألف متر مربع، وأن أعمال التنقيب والترميم قد اكتسبت وتيرة متسارعة في السنوات العشر الماضية.
وأشار الى أن المقبرة تضم ثمانية آلاف و122 شاهد قبر، جرى ترميم 4 آلاف و450 منها خلال السنوات الـ 10 الماضية، مشيرًا أن مديرية التراث الثقافي والمتاحف قامت بنشر مضمون الكتابات والنقوش الموجودة على شواهد القبور التي جرى ترميمها.
وتابع: “الهدف من عملنا هو أن تجد هذه المقبرة التاريخية المكانة التي تستحقها كجزء مهم من التراث الإنساني في جميع أنحاء العالم. إن هذا المكان يكتسب أهمية فريدة في التاريخ التركي الإسلامي”.
وأضاف: “أطلق على هذه القبرة اسم “قبة الإسلام”، لأنها تضم قبور شخصيات تركت بصمة مميزة في التاريخ الثقافي والفني والاقتصادي والسياسي للدولة السلجوقية، فضلًا عن كونها مكانًا يعكس فن العمارة الإسلامية في ذلك العصر”.
وأكد يازغي أن اهتمام السياح وعشاق التاريخ بزيارة هذه المقبرة التاريخية يتزايد عامًا بعد عام، مشيرًا أن المقبرة، التي أُدرجت في القائمة المؤقتة للتراث الثقافي العالمي لليونسكو عام 2000، بدأت منذ ذلك التاريخ في جذب انتباه واهتمام الجمهور العالمي.
ولفت الى أن عدد زوار المقبرة بلغ خلال احتفالات تركيا بالذكرى السنوية لمعركة ملاذكرد أكثر من 30 ألفًا، وأنه يشعر بالسعادة بسبب تزايد الاهتمام بهذا المكان التاريخي، لأن هذا الاهتمام يعكس في الواقع احترام الشعب التركي لتضحيات الأجداد.
وأوضح يازغي أن أعمال التنقيب التي جرت في المقبرة أماطت اللثام عن وجود 19 قبراً عائدا لأطفال، مرجحًا أن يكون أولئك الأطفال قد فقدوا حياتهم نتيجة كارثة طبيعية أو وباء.
وزاد: “نحن نبذل قصارى جهدنا لنظهر للعالم الإسلامي هوية جميع الشخصيات التي جرى دفنها في هذه المقبرة التاريخية، بما في ذلك شهداء سقطوا في معركة ملاذكرد التي فتحت أبواب الأناضول أمام الأتراك”.
– على كل مهتم بالتاريخ زيارة هذا المكان
وقال أتيلا شاهين، الذي جاء من العاصمة التركية أنقرة لزيارة المقبرة التاريخية، إن أخلاط هي واحدة من أهم الأماكن التي احتضنت مراكز صنع القرار في دولة السلاجقة.
وأضاف شاهين، أن مقبرة أخلاط التاريخية تضم رفاتًا لشهداء سقطوا في معركة ملاذكرد، واصفًا المعركة المذكورة بأنها “بمثابة صك ملكية الأمة التركية لتراب الأناضول”.
وأوصى شاهين كل من يعيش في تركيا وجميع عشاق التاريخ بزيارة هذا المكان، مشيرًا أن زيارة مقبرة السلاجقة التاريخية في أخلاط توضح حجم التضحيات التي بذلها الأجداد الأتراك من أجل تراب الأناضول.
بتليس – ترك ميديا
المصدر: الاناضول