حوارات

حديث مع وزير الدفاع خلوصي أكار.. كيف ستؤثر العقوبات الأمريكية على تركيا؟

تعلم اللغة العربية بالتفاعل

حديث مع وزير الدفاع خلوصي أكار.. كيف ستؤثر العقوبات الأمريكية على تركيا؟

ترك ميديا

حديث مع وزير الدفاع خلوصي أكار.. كيف ستؤثر العقوبات الأمريكية على تركيا؟

أجرينا لقاءًا بصحبة عدد من الزملاء، مع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، لمناقشة القضايا البارزة على الساحة، وطرح الأسئلة العالقة في أذهاننا.

لقد بدأ أكار حديثه بالقول، أنّ “تركيا تحولت تحت قيادة الرئيس أردوغان إلى مركز بارز، وهذا بدوره يفرض مزيدًا من المسؤولية والعمل، وإن وزارة الدفاع التركية يقع على عاتقها جزء من هذه المسؤولية المشرّفة”.

وحتى نتمكن من فهم كلمات وزير الدفاع أكار، اعتقد أنه من الكافي النظر للخمس السنوات ونيف الفائتة، من تسلّمه زمام رئاسة الأركان ومن ثم وزارة الدفاع، والنقطة التي وصلنا إليها اليوم بعد ذلك الوقت.

تخيلوا لو أن هذا اللقاء ذاته قد جرى قبل 5 سنوات أو تحديدًا في صيف 2015، أعتقد ان الحديث كان سيدور بمعظمه حول مكافحة تركيا ضد التهديدات الإرهابية “داخل أراضيها”. إلا أن لقاءنا اليوم، كان فيه أكار يتحدث عن ليبيا وشرق المتوسط وقبرص وسوريا والعراق وقره باغ وأذربيجان.

لماذا؟

لأن هذه الجبهات كانت بمثابة أماكن نجحت فيها القوات التركية ببسالة في تعزيز خطوات السياسة الخارجية التركية، بنجاح منقطع النظير.

سنستخدم منظومة إس-400 بأنفسنا

خرجتُ مساء الثلاثاء الماضي في مداخلة على قناة الجزيرة، وكان أمامي في الحوار السفير الأمريكي السابق لدى حلف الناتو، روبرت هانتر، والذي ساق من جملة مزاعمه شيئًا غريبًا للغاية.

حيث زعم، بأنّ “صواريخ إس-400 التي اشترتها تركيا، سيتولى الروسُ قيادتها، وإن هذا يمثل أحد العوامل التي تجعلنا نقلق”.

وحينما سألني المحاوِر عن صحة هذا الادعاء، قطعت بالقول أنه “غير صحيح، بل على العكس، تركيا ستقوم بنفسها في استخدام هذه المنظومة”.

وتأكيدًا على هذه النقطة، لم يفتني أن أسأل مرة أخرى وزيرَ الدفاع التركي أكار خلال لقائنا معه، عمّا لو كانت لدينا القدرة على استخدام هذه المنظومة بأنفسنا.

تركيا تحولت تحت قيادة الرئيس أردوغان إلى مركز بارز، وهذا بدوره يفرض مزيدًا من المسؤولية والعمل، وإن وزارة الدفاع التركية يقع على عاتقها جزء من هذه المسؤولية المشرّفة

وقد أجاب أكار عن هذا السؤال بهذا الشكل؛ “خلال مرحلة التدريب، تلقى زملاؤنا من الخبراء تدريبات على طريقة الاستخدام. وبعد مرحلة التدريب وصل هؤلاء الزملاء إلى مستوى المدرّبين أنفسهم. أقولها بوضوح؛ سنستخدم هذه المنظومة بأنفسنا، وليس الروس. كما أن صلاحية الاستخدام والتحكم والقيادة وجميع التفاصيل ستكون تحت امرنا نحن فقط”.

وعلى صيعد آخر، تناول الوزير أكار الحديث حول الدوافع التي كانت وراء توجه تركيا نحو شراء منظومة إس-400 من روسيا.

ولقد كان من أبرز محطات حديثه، هو ان قضية الدفاع الجوي بالنسبة لتركيا، ليست قضية جديدة. حيث ربما يعتقد البعض أن هذه القضية طفت على السطح مؤخرًا فحسب، إلا أن ذلك غير صحيح.

لقد أكد أكار على أن النقاش حول تلك المسألة وحول حاجة تركيا إلى منظومة دفاع جوي، قد بدأ منذ العام 1982.

وتجنبًا للإطالة والتشتت؛ سأسوق لكم إجابة أكار كما قالها على النحو التالي:

“هناك تهديدات متزايدة منذ العام 2011، وكان علينا التفكير بجدية حول تلك التهديدات، برزت العديد من الأسئلة حول كيف يمكن أن ندافع عن هذا البلد وما شابه، وأعتقد أنّ القضية بدأت تظهر بوضوح من هذا المنطلق. منذ العام 1982 كانت قضية منظومة دفاع جوي على أجندة تركيا وأبرز نقاشاتها، وأخيرًا تكللت تلك النقاشات بشرائنا منظومة إس-400 الصاروخية. كانت لدينا معايير واضحة حول نقل التكنولوجيا والإنتاج المشترك، ولم يتمّ شرائنا للمنظومة إلا بعد إتمام تلك المعايير. لقد قمنا بكل شيء بمنتهى الوضوح والشفافية، ولم يكن هناك شيء نخفيه على أحد، وإن تركيا ليست دولة تقول نعم لكل أحد”.

وخلال حديث الوزير أكار حول العقوبات الجائرة التي فرضتها الولايات المتحدة على تركيا، بسبب شرائها منظومة إس-400، أشار إلى أنّ دولًا عديدة في الناتو قد اشترت في السابق أسلحة من روسيا، بل إنّ اليونان نفسها اشترت منظومة إس-300 من روسيا كذلك.

النقاشات مع وزير الدفاع الأمريكي حول إس-400 وطائرات إف-35

لقد تطرق الوزير أكار أيضًا إلى حوار دار بينه وبين نظيره الأمريكي حول المزاعم التي تسوقها الولايات المتحدة، من أنّ إس-400 ستشكل تهديدات على طائرات إف-35 الأمريكية:

“إنّ الحديث عن وجود تعارض ما بين إس-400 وطائرات إف-35، يعتبر مسألة هندسية. فاقترحنا أن يجلس فريق فني من المهندسين من كلا البلدين للنقاش حول ذلك، فكانت الولايات المتحدة ترفض.

اقترحنا أن يأتي الناتو، كذلك رفضت. وزير الدفاع الأمريكي يقول بأن منظومة إس-400 ستؤثر على طائرات إف-35، وحينما سألنا عن مدى صحة ذلك ومن يقول ذلك أصلًا وما وجهة نظره، أجاب بأنّ الطيار الأمريكي لطالما كان في مواجهة إس-400 حين قيادة طائرات إف-35.

إلا أنّ ذلك برأينا ليس صحيحًا، ها هي طائرات إف-35 في إسرائيل وتقصف بها سوريا، التي توجد فيها منظومة دفاع جوي روسية، هل تؤثر هذه المنظومة على طائرات إف-35 أو تسرق أكوادها وما شابه؟ إنه محض هراء”.

أما السؤال الأكثر أهمية، فقد كان حول أبرز ما يمكن أن ينجم عن العقوبات الأمريكية من آثار.

وخلال جواب أكار عن هذا السؤال، كان من الواضح تركيزه على طائرات تركيا المسيّرة كمثال.

قال أكار؛ “ربما تكون هناك بعض المشاكل بالنسبة لوزارة الدفاع التركية، بسبب تلك العقوبات، إلا أنها في نهاية المطاف لن تكون عديمة الحل.

لقد رأينا الكثير وخضنا العديد من التجارب. في السابق حينما رفضت إسرائيل تصنيع محرّك طائرات بدون طيار لصالحنا، ما الذي حدث؟ أصبحنا أكثر عزمًا على تولي أمرنا بأنفسنا.

بدأت الشركات العسكرية بادئ الأمر، وسرعان ما دخلت الشركات المدنية على الخط على صعيد الصناعات الدفاعية. وإنّ حضور وزارة الدفاع التركية في تلك المؤسسات الصناعية يعتبر أمرًا ذا مغزى، ويعني أنها عازمة على تحديد المشكلة والعمل على حلها”.

المصدر: يني شفق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى