مقالات

الهلع من سلالة جديدة من كورونا: كيف عزلت بريطانيا بين ليلة وضحاها؟

إنه خطأ كبير!ستنتهي الجائحة لا محالة. العالم سيواجه طماعين مثل بيل غيتس

تعلم اللغة العربية بالتفاعل

الهلع من سلالة جديدة من كورونا: كيف عزلت بريطانيا بين ليلة وضحاها؟

ترك ميديا

الكاتب: ابراهيم قراغول

انتشر الذعر والهلع في ربوع بريطانيا بعدما ظهرت سلالة جديدة من فيروس كورونا، ليبدأ مسلسل الرعب في عموم أوروبا. فذاك الفيروس أفضى لوفاة مليون و700 ألف إنسان حول العالم خلال عام واحد وأجبر الدول على غلق حدودها وفرض حظر التجوال ليوقف الاقتصاد تماما تقريبا ويقضي على الحياة الاجتماعية ليوجه ضربة موجعة لآمال الجنس البشري، وهو أخطر ما في هذا الأمر.

وفي الوقت الذي استبشرنا فيه خيرا باكتشاف اللقاح للقضاء على هذا الفيروس بنهاية فصل الشتاء هذا، فجرت بريطانيا القنبلة وأعلنت أن السلالة الجديدة من الفيروس تنتشر أسرع بنسبة 70%.

يستغلون الفيروس كسلاح ضد البشرية

ولعلنا نتذكر أن هناك رأيا سائدا حول العالم مفاده أن الفيروس مصنع وينشر بشكل مقصود رغبة منهم في إعادة تشكيل حركة الجماهير، وأن شركات اللقاحات والأدوية تستغل هذه القوة ضد البشر، وأن بضع شركات وعائلات أصبحت مصيبة بالنسبة للعالم كله، وأنهم يستغلون الفيروس كسلاح ضد البشرية لبيع مزيد من اللقاحات والأدوية.

إنهم يروجون لموجة مخيفة من الرعب.

يجب ألا يستخف أحد بهذا الرأي السائد، إذ علينا أن نتوقع أن يتحول إلى حالة من الغضب بمرور الوقت. ولو تحول إلى غضب يمكن أن يكون سببا في ردود أفعال مجتمعية شديدة وقوية في أوروبا على وجه الخصوص. كما أن آثاره السياسية والاجتماعية يمكن أن تقلب الأنظمة القائمة رأسا على عقب، فهذا ما أتوقعه شخصيا.

كيف عزلت بريطانيا بين ليلة وضحاها؟!

هذا الهلع خطير للغاية..

إن الذي حدث الليلة الماضية لا يقل في الخطورة عن “الفيروس المتحور”. فنحن أمام نتيجة مفادها أن الخوف والوباء تسببا في هلع على مستوى الدول وهو ما أفضى بدوره إلى بث الرعب في نفوس الشعوب.

لقد أغلقت دول أوروبا بسرعة فائقة مجالها الجوي مع بريطانيا، وهي الخطوة التي أقدمت عليها العديد من دول العالم، فلم تسمح للطائرات البريطانية بالهبوط في مطاراتها إلا لإنزال مواطنيها فقط فيما أرجعت المواطنين البريطانيين من حيث أتوا. وتستعد 27 دولة عضو بالاتحاد الأوروبي غلق حدودها البرية والبحرية كذلك مع بريطانيا.

لا شك أن هذا تصرف للاحتياط في مواجهة هذه الجائحة، فلو كان الفيروس المتحور ظهر في ألمانيا لكانت بريطانيا فعلت الأمر ذاته، بل كان هذا الإجراء قد اتخذ إزاء أي دولة في ظل هذه الحالة النفسية التي تسيطر على العالم.

الحكم على الدول بالموت داخل حدودها

لكن يجب ألا تتحول هذه الجائحة لوسيلة لتصفية الحسابات بين الدول والشعوب، فلا يجب عزل أي دولة بهذه الطريقة لتترك بمفردها داخل أراضيها تواجه الموت.

سنراهم غدا يفعلون الأمر ذاته لدولة أخرى، لتعزل الدول عن بعضها البعض وتترك لتواجه مصيرها وتفرض عليها قواعد الحجر الصحي لتواجه الموت.

إن هذا الأمر ينذر بمستقبل خطير بالنسبة للإنسانية، إذ سيفضي إلى انفصال الشعوب عن بعضها وزوال حالة التضامن فيما بينها وانتهاء خط الدفاع المشترك بينها وانجراف العديد من الدول نحو هاوية السقوط.

لقد أفضت طريقة التصريحات الصادرة عن بريطانيا إلى عزلة تلك الدولة بين ليلة وضحاها. فأهم دواء لمواجهة كورونا هو الكفاح المشترك.

ماذا لو تخطوا حد التدابير والخوف؟

ستنهار الدول وتبحث المدن عن الحكم الذاتي

لو عجزوا عن الفصل بين التدابير والخوف فسينتظرنا مستقبل كارثي، وحينها لن يستطيع أحد توقع ما الذي سيجر إليه الخوف عالمنا. وربما تنهار سلطة الدولة وتنغلق الدول والمدن على نفسها وتبحث عن الحكم الذاتي، بل ربما نشهد فجأة ردود أفعال اجتماعية خطيرة للغاية في أوروبا على وجه الخصوص. وربما يأخذ الأمر بعد اليوم بعدا آخر لتبدأ الدول باتهام بعضها وتصفية حساباتها من خلال جائحة كورونا.

ولقد بدأنا نرى بالفعل ظهور هذا التوجه، إذ إن العلاقات الدولية بدأت تأخذ منحنى جديد وفق تطور أوضاع كورونا. فبغض النظر عن الخطابات الإنسانية التي يطلقونها، فإن العلاقات الثنائية بين الدول ربما تضعف وتقوى حسب أوضاعها.

الانقطاع بين الدول سيؤدي إلى نشوب حروب

لقد انهارت البنية الفوقة للاتحاد الأوروبي بالفعل، وبدأت المجالات المشتركة بالتفرق، كما أن الدول أضحت في عزلة وأصبحت فكرة التضامن بين دول أوروبا جزءا من التاريخ.

ولعل نموذج بريطانيا يعطينا إشارات قوية حول المستقبل الذي سيقودنا إليه الخوف والهلع والأنانية. وإذا كانت الدول التي ينبغي لها أن تتضامن مع بعضها في مواجهة الجائحة تنفصل عن بعضها البعض، فعلينا أن نتوقع أن هذا الانقطاع في كوارث أكبر يمكن أن يؤدي حتى إلى نشوب حروب بين تلك الدول.

هل صنعوا الفيروس وهذه الجائحة؟ هل يديرون انتشاره بشكل ممنهج؟ الجميع يفكر في إجابات لأسئلة كهذه، فنحن أمام حالة من الشك تساورنا جميعا بشكل خطير.

لا يمكننا تسليم العالم لجشع أمثال بيل غيتس ومخططاتهم المرعبة

ولعل هذه النقطة ليست النقطة الأكيدة في الأمر، أما النقطة الأكيدة فهي أن هناك من يرسم مخططاته من خلال هذه الجائحة وذاك الخوف. فهذا لا يخفى على أحد، فهؤلاء يحاولون بث الذعر بين الناس لاستغلاله وتحويله إلى قوة اقتصادية وسياسية وأساس لسلطتهم الدولية.

إنهم يبذلون ما بوسعهم من أجل عالم ذي مركز واحد تديره الشركات الكبرى ويسيطر عليه الجشع ويستمر فيه سلطانهم من أجل القضاء على الجنس البشري. ولو استمر الوضع على هذا الحال ربما تضطر الدول والشعوب في المستقبل القريب لمواجهة هذه العصابات، ذلك أن هذا الأمر سيكون أخطر أنواع الاستعمار الذي شهده تاريخ البشرية.

لا يمكن أن نسلم العالم ونتركه دون حماية أمام الأفكار المخيفة التي يطرحها بيل غيتس وأمثاله وما يحلمونه من أطماع ومخططات هدفها القضاء على الجنس البشري.

جائحة كورونا أصبحت نهاية الزمان بالنسبة لأوروبا

واسمحوا لي بإضافة ملاحظة أخرى، ألا وهي أنه كما كانت هجمات 11 أيلول الإرهابية بداية النهاية بالنسبة للولايات المتحدة وتراجعها وانهيارها، فإن كورونا أدت المهمة ذاتها بالنسبة لأوروبا. فحتى لو استطاعوا السيطرة على هذه الجائحة فإنهم لن ينجحوا مجددا في التأصيل لفكرة مركزها أوروبا التي ستنهار سلطتها الدولية فلا تستطيع أن تستجمع قواها مجددا.

وأنا شخصيا أؤمن بأن جائحة كورونا ستضعف بنهاية كانون الثاني لتنتهي تماما في الربيع مهما انتشر الفيروس وتعرض لطرفات بثت الرعب والهلع بين الشعوب.

كورونا ستنتهي، فمن سينهار ومن سيصعد؟

لكني أرى كذلك أن الجراح التي تسببت بها الجائحة التي دفعت العالم للبحث عن نظام جديد ستغير العالم تماما من السياسة إلى علم الاجتماع ومن نفسية المجتمعات إلى ثقافة الحياة المشتركة ومن التكنولوجيا إلى الدفاع ومن محاولات البحث الوطنية إلى الكيانات فوق الوطنية.

ولا شك أن هذا التغيير الجذري سيعني الانهيار بالنسبة للعديد من الدول، لكنه سيفتح الباب كذلك أمام العديد من الدول من أجل الصعود وبناء القوى الاستثنائية، وتعتبر تركيا من أقوى الدول المرشحة للصعود، فهذا أمر واضح وصريح، فلنستعد لاستقبال هذه التطورات.

المدر: يني شفق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى