مقالات

وانتصرت إرادة شعوبنا في فلسطين

تعلم اللغة العربية بالتفاعل

عاشت شعوبنا أجواء عامرة بالفرحة ومواكب النصر في القدس وغزة، فكان انتصاراً ذو أبعادٍ متعددةٍ صاغه التفاف شعوبنا العربية والإسلامية وأبناء الإنسانية حول القدس والمسجد الأقصى، وزحف الجماهير بالألوف إلى حدود فلسطين، فانتصرت فلسطين بعودتها إلى صدارة الاهتمام العالمي، ولفتت انتباه الشعوب والحكومات بعد سنوات من التهميش والصفقات؛ لإنهاء الوجود الفلسطيني وتهويد القدس وتهجير أهلها.

وكان نصراً فلسطينياً بتلاحم الإرادة الشعبية في الضفة الغربية وغزة وعرب داخل إسرائيل؛ من القدس إلى غزة وحتى حيفا وعكا والناصرة ونابلس والخليل وبيت لحم ورام الله، والتي روت دماء أبنائها الطاهرة درب الحرية وأنارته من جديد وسطروا أروع ملاحم البطولة والثبات لأجل للقدس وكرامة فلسطين، فحركت تلك اللحمة الشعبية مشاعرنا بالانتماء لأصلنا وهويتنا وحقوقنا التاريخية، وهو ردة فعل طبيعي سببتها حالة الغضب والاستنكار لما يحدث للشعب الفلسطيني من طرد وتهجير قسري، وانتهاك لحرمة المسجد الأقصى وتهويد القدس.

اقرأ أيضًا: انقلاب 1997 بتركيا.. منعطف تاريخي بدأ بـ”ليلة القدس”

عادت قضية القدس لتشكل رافعة لشعوبنا في تجديد العهود وضخ الدماء الجديدة واستنفار الهمم والتحشيد دفاعاً عن فلسطين وحرمة المسجد الأقصى، فالوقفات التضامنية والحملات الإغاثية والإعلامية التي عاشتها قطر والشعوب العربية والإسلامية في دول مختلفة، ونقل تطورات المشهد الميداني في فلسطين وتفسيره على وسائل التواصل الاجتماعي كان صداها واسعاً، وأحدثت تغييراً على مستوى الخطاب الدولي الرسمي، وشكل عامل ضغط أوقف العدوان وحقق الانتصار.

إرادة شعوبنا التي انتصرت في معركتها الأخيرة في القدس وغزة كان انتصاراً للمبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية، وتأييد حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصتها القدس الشريف، ودولة قطر خير من أكد هذا الحق ومن أوائل من أقام مكتباً لمنظمة التحرير الفلسطيني الذي تحول إلى سفارة بعد إعلان قيام دولة فلسطين في مؤتمر الجزائر عام 1988، وبقيت على هذا الموقف الثابت في جميع المناسبات الإقليمية والدولية والعربية، ملتزمة بمرجعيات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ومبدأ حل الدولتين والحل العادل لمشكلة اللاجئين وفقاً لقرار الجمعية العامة رقم 194.

إذن، بدأت معادلة جديدة بعد أن فرضت شعوبنا إرادتها القوية في أكثر من مواجهة مع الاحتلال، وأعادت الجولة الأخيرة ثقة شعوبنا بأنفسها وقدراتها، وبأن الجيل الجديد هو جيل التغيير والبناء؛ جيل واعٍ يمثل عنوان المرحلة والمعادلة الأقوى في الصراع العربي الإسرائيلي للمحافظة على فلسطين، وزرع الأمل بإيمانه ووعيه وثباته في مسيرة التحرر والاستقلال.

فالح بن حسين الهاجري – ترك ميديا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى