منوعات

“القطع”.. تراث عثماني يحييه الشباب مع الفنون الأخرى

تعلم اللغة العربية بالتفاعل

يزخر التاريخ العثماني بكثير من الفنون الخاصة المتميزة لحضارة استمرت أكثر من 6 قرون، ولعل أبرزها فن “القطع”، إضافة لفنون أخرى كالرسم على الماء والتذهيب والزخرفة.

ويعتمد فن القطع العثماني، على إعداد أوراق ملونة بألوان طبيعية، ومن ثم قصها بالشكل المناسب للشكل الذي يتم عمله في اللوحات المختلفة والتصاميم المتنوعة.

وتستخدم لعملية التلصيق مواد خاصة حيث يتم الاستعانة بذات المواد التي كانت تستعمل سابقا في زمن العثمانيين، وذلك في أعمال الترميم والتصميم التي يقبل عليها الشبان.

اقرأ أيضًا: إدراج تلة “أرصلان تبه” التركية بقائمة اليونسكو للتراث

وتسعى الجامعات التي تعمل على تدريس الفنون الجميلة، للحفاظ على هذه الفنون وتعليمها للشباب والأجيال الجديدة، بهدف الإبقاء على فنون الأجداد.

** اهتمام الشباب

الشابة صالحة بيزا أومورجان، من إسطنبول، إحدى الشابات اللاتي تعلمن على هذا الفن في مركز بمنطقة “السلطان أحمد” وعلى مزاولته والحفاظ عليه.

وتسعى أومورجان (29 عاما) مع زملائها الفنانين الشباب على الحفاظ على هذه الفنون، من خلال عمليات الترميم للوحات القديمة وتصميم لوحات جديدة.

وفي حوار صحفي، قالت أومورجان إنني “تخرجت من قسم الفنون الجميلة بجامعة مرمرة، وأدرس الماجستير فيها، عندما بدأت في الفنون التقليدية، توجهت لفن عثماني وتعرفت على أصوله واستمريت به”.

وأضافت أن “الفن هذا هو تقطيع الأوراق التي يتم تلوينها بوسائل طبيعية ومن ثم عبر مادة المحلبي على الطريقة العثمانية يتم التلصيق وصنع التصاميم المختلفة على الورق، مثل ترميم ألبوم السلطان الفاتح أو ألبومات الخزنوي”.

** الحفاظ على الفن

الشابة التركية واصلت حديثها بالقول: “نعمل على إعادة تأهيل وترميم هكذا لوحات، كما نعمل عبر ما تعلمناه على تصاميم خاصة لنا”.

وشرحت أن “هذا الفن الذي يعتمد على قص الورق يذكرني بطفولتي عندما كنا نعمل على قص وتلصيق الأوراق وكان فنا عثمانيا قديما”.

وأفادت أن “هذا الفن يعطيني الراحة خاصة أني في الطفولة كنت أقص الصور من المجلات والجرائد ولصقها في مناطق ثانية، ومع مرور الوقت زاد اهتمامي بهذا النوع من الفن وبتعلمه وصلت لما أحب عبر ترميم الأعمال القديمة وصنع التصاميم الخاصة بي”.

** تواجد في منطقة مركزية

وحول ممارسة الفن في منطقة مركزية، قالت: “أعمل على الفن ونحن متواجدون حاليا في منطقة السلطان أحمد التاريخية الأثرية وهي مدرسة قديمة وفيها ورش صغيرة”.

وتابعت أومورجان: “وكما نعمل في فننا الورقي هذا هناك فنون أخرى في الورش من فنون عثمانية متنوعة تقليدية يتم عرضها وصنعها في هذه الورش”.

وأردفت: “نقدم بدعم حكومي دورات تعليمية للراغبين بتعلم الفنون العثمانية القديمة لمن يود التعلم أو تطوير نفسه، وبنفس الوقت يتم عمل المعارض من أجل تعريف الناس بالفنون العثمانية”.

وشددت الشابة التركية على أن “المعارض لها دور في تقديم وتعريف الناس بالفنون العثمانية لأنه يعتبر ماضينا ويجب أن نحافظ عليه لكي تكون لدينا فرصة لنا للتقدم”.

الفنانة كشفت عن حجم الاهتمام بفن القطع بالقول: “الفن الورقي الذي نعمله في هذه الورشة يحظى باهتمام الزائرين حيث نعمل على تقديم المعلومات لهم حول هذا الفن، ونعرض عليهم أعمال الترميم التي نقوم بها وهو ما يثير اهتمامهم”.

وختمت بالقول: “فن التقطيع هذا بالإضافة لما تعلمته من فنون أخرى مع زملائي يدفعنا للعمل على إنشاء دفاتر مذكرات والرسم عليها عبر الفنون العثمانية والزخرفة والتخطيط وهناك كثيرون يرغبون ويهتمون بهذه الأعمال”.

اسطنبول – ترك ميديا

المصدر: الاناضول

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى