بورتريه تركي

تورغوت أوزال

تعلم اللغة العربية بالتفاعل

تورغوت أوزال

ترك ميديا

 

اقتصاديٌ وسياسيٌ تركيّ تولى رئاسة تركيا في فترة تميّزت بمناخ إقليمي ودولي مضطرب، وكان عهده زمن هدنة في صراع الهوية بين الإسلاميين والعلمانيين.

 

المولد والنشأة:

ولد تورغوت أوزال يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول 1927 بمدينة ملطية القريبة من نهر الفرات.

 

الدراسة والتكوين:

أنهى تعليمهُ في مراحله الأولى والوسطى بمدن سيلفكي وماردين وقيصرية، ثم التحق بجامعة إسطنبول التقنية حيث حصل على شهادة في الهندسة الكهربائية في 1950، ثم واصل دراساته في الولايات المتحدة في نفس التخصص.

 

التوجّهات الفكرية:

آمن بالمبادئ الإسلامية ولكنه التزم بالعلمانية الغربية، وبقدر ما كان مرتبطا شخصياً أو من خلال عائلته بالطريقة النقشبندية الصوفية، فإنه تعلم من الجامعات الأميركية التي درس فيها نمطاً علمانياً يبقيه في خانة المخلصين لمبادئ مصطفى كمال أتاتورك.

 

الوظائف والمسؤوليات:

تقلّد عدداً من المسؤوليات ضمن مشروعات في مجال الطاقة بالولايات المتحدة ثم بتركيا، كما عمل لدى البنك الدوليّ قبل أن يترأس عدداً من الشركات التركية.

 

التجربةُ السياسية:

أسّس حزبَ الوطن الأم عام 1983، وقبل نهاية ذلك العام فاز حزبُه في الانتخابات العامة، فتولى تشكيل الحكومة منفرداً، في الوقت الذي كان فيه الجنرال كنعان إيفرين قائدُ الانقلاب رئيساً للجمهورية.

وخلال حكمه أظهر تعاطفاً شديداً مع النشاطات الإسلامية، لكنه نفى وجود حركة إسلامية منظمة في تركيا ليقلل من مخاوف الجيش والأوساط العلمانية.

استقطب إلى جانب حزبه مريدي الطرق الصوفية الذين كان لهم دورٌ مؤثر في فوزه للمرة الثانية في انتخابات عام 1987، ولم يكتف بإفساح المجال للحركات الإسلامية لتنتشر علنا، بل ضمّ في قيادات حزبه الحاكم وجوهاً إسلامية سياسية معروفة كان بعضها جزءً من حزب السلامة الوطني.

وكان الجنرالات الأتراك يتحركون ضدّ أي حكومة لأسباب أقل من ذلك، كما حدث في انقلاب عام 1960 الدمويّ الذي انتهى بإعدام رئيس الوزراء عدنان مندريس ووزرائه بسبب اتهامه بالتراجع عن العلمانية رغم أنه لم يكن إسلامياً، ولم تصل الحريات التي منحها للإسلاميين إلى ما وصلت إليه في عهد أوزال.

قضى دورتين انتخابيتين في رئاسة الوزراء بينما كان الجيش يتولى موقع رئاسة الجمهورية من خلال قائده السابق كنعان إيفرين.

تعرّض في 1988 لمحاولة اغتيال خلال مؤتمرٍ حزبي وأصيب فقط في يده، وفي عام 1989 أصبح الرئيسَ التاسع في تاريخ الجمهورية التركية وظل في هذا المنصب حتى العام 1993 وهو تاريخ وفاته.

 

وفاته:

توفي أوزال في 17 ابريل/نيسان 1993 بإسطنبول إثر إصابته بأزمة قلبية، لكن عائلته شكّكت في الوفاة وقالت إنه تعرض لتسميم متعمّد وطالبت بتشريح الجثة للوقوف على أسباب الوفاة.

وقالت زوجته: “ان انشغال أوزال قبل وفاته بإيجاد حل سلمي نهائيّ للمشكلة الكردية ورفضه القيام بعمليات غير قانونية لمواجهة المتمردين الأكراد قد أثار استياء المؤسسة العسكرية”.

وذكرت صحيفة دير تاجسشبيغيل الألمانية الصادرة بتاريخ 26 سبتمبر/أيلول 2012: أن النيابة العامة التركية فتحت تحقيقاً وطلبت إجراء تشريحٍ لجثة الرئيس التركي الأسبق تورغوت أوزال، بعد أن كشف تقرير لجنة تحقيق خاصة شكلها الرئيس عبد الله غل وجود شبهات عديدة تتعلق بوفاته.

وقررت الجهات القضائية المعنية فتح قبره بعد 19 سنة من وفاته، وتشكلت لجنة طبية لإجراء الفحوصات والتحقيقات اللازمة.

أوضح أحمد أوزال أنه في يوم مقتل والده لم يكن هناك طبيب ولا سيارة إسعاف حسب المعتاد، وتم نقله بسيارة أخرى ولم يتم الإسراع بتوصيله إلى المستشفى، مع الإشارة إلى اختفاء اثنين من الخدم تماما بعد الوفاة.

وبعد صدور قرار التحقيق في ملابسات القضية، تم ضخ الماء على القبر فور إصدار قرار بالتشريح، وأكد التقرير الشرعي وجود أربعة أنواع من السموم المختلفة في جسد الراحل، مؤكدا أن السم أخذه على دفعات، مما تسبب في تدهور حالته الصحية قبل أيام من وفاته.

 

وثائقي الوفاة

بحث البرنامج الوثائقي “نهايات غامضة” (2019/11/17) في ملابسات وفاة أوزال، حيث أفاد نجله أحمد أوزال بأن لديه شكوكا حولها، وقال إن والدته توصلت برسالة تفيد بتسميم زوجها، وقال إنه سيعود لاحقا، لكنه اختفى تماما، مضيفا أن التحقيق أثبت أن وفاة أبيه مشكوك فيها بكل المقاييس.

وتفيد الرسالة التي حصل عليها فريق البرنامج من ملف التحقيق بأن أوزال قتلوه بمادة “غليكونورينايد”، وأن قاتله في أذربيجان، واسمه حسن علي أوغلو.

وبعد البحث، تبين أن اسم القاتل موجود ولكنه توفي في فبراير/شباط 2012، أي قبل أشهر قليلة فقط من صدور قرار الرئيس السابق عبد الله غل بالتحقيق في ملابسات وفاة أوزال.

يذكر أن أذريبجان كانت آخر محطة سفر للرئيس أوزال، ووعد حينها بالدخول في نقاشات لحل القضية الكردية فور عودته إلى أنقرة.

 

المصدر: ترك ميديا

زر الذهاب إلى الأعلى