تركيا والعالم

أردوغان يعتزم بحث توتر العلاقات التركية الأمريكية مع بايدن

تعلم اللغة العربية بالتفاعل

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه يعتزم بحث توتر العلاقات بين أنقرة وواشنطن، مع نظيره الأمريكي جو بايدن، خلال لقائهما المرتقب.

جاء ذلك في تصريحات، أدلى بها أردوغان، مساء الثلاثاء، خلال لقاء مع عدد من الصحفيين على شاشة التلفزيون الرسمي التركي.، وتطرق خلالها للحديث عن اللقاء المرتقب مع بايدن يوم 14 يونيو/حزيران الجاري على هامش قمة حلف شمال الأطلسي(ناتو) ببروكسل.

وأضاف أردوغان: “لقد قمنا ونقوم باستعداداتنا الأولية لهذا اللقاء، وحينما نلتقي سنسأله عن سبب توتر العلاقات التركية الأمريكية إلى هذا الحد”.

اقرأ أيضًا: أوقطاي: دوافع داخلية وراء إعلان بايدن عن أحداث 1915

وأضاف “لقد سبق وأن عملنا مع الديمقراطيين من قبلكم(في إشارة لبايدن)، ولم يحدث هذا المشهد في العلاقات بين البلدين، لقد عملنا مع (الرئيس الأسبق جورج) بوش(الابن) ، وعملنا مع (الرئيس السابق، باراك) أوباما ، وكلاهما كانا من الحزب الديمقراطي، لكني لم أواجه معهما هذا التوتر في العلاقات”

وتابع “وبعد ذلك عملنا مع الجمهوري (الرئيس السابق دونالد) ترامب، ولم نعش معه هو الآخر أي توتر، بل على العكس كانت دائمًا محادثاتنا الدبلوماسية عبر الهاتف تجري بكل أريحية، وكنا نلتقي هنا وهناك ونتحدث عما سنقوم به ونفعله، لكن مع الأسف مباحثتنا ومحادثاتنا (الهاتفية) مع بايدن لم تكن مريحة بهذا القدر، وهذا ما سنتحدث عنه خلال اللقاء المرتقب”.

السبب المزاعم الأرمينية

ولفت أردوغان أن “السبب في هذا التوتر قضية الإبادة الأرمينية المزعومة”، مضيفًا “لقد سئمنا ومللنا من الحديث في هذا الأمر، ففي الـ24 من أبريل/نيسان من كل عام يترقب العالم ما ستقوله الولايات المتحدة بخصوص الأرمن، وكأن كافة مشاغلك(في إشارة لبايدن) قد انتهت لتصبح محاميًا عن الأرمن”.

واستطرد قائلا “ونحن في هذا الصدد نطالب بترك النظر في هذه القضية للمؤرخين لا السياسيين، نعم المؤرخون، والحقوقيون، وعلماء الأنثروبولوجيا
(علم الإنسان)، عليهم أن يقوموا بمهاهم في هذا الصدد أولًا، ثم يأتي الدور بعد ذلك علينا نحن السياسيين لنفعل ما يتوجب أن نفعله في ضوء الصورة النهائية التي تصلنا، لكن بدون وجود أي شيء من هذا يخرجون بقرارات(في إشارة للاعتراف الأمريكي بالمزاعم الأرمينية) لتشغل الأجندة السياسية”.

كما أشار الرئيس التركي أن ثلاثي “مينسكك، الولايات المتحدة، وروسيا، وفرنسا لم ينجحوا على مدارس نوات حل النزاع بين أذربيجان، وأرمينيا، مضيفًا “مرت سنوات والقضية لم تحل، لكن أذربيجان حلت قيتها بنفسها”.

وزاد أردوغان قاصدًا بايدن “والآن ، كيف تخرج لتلقي بتركيا في مثل هذه القضية وهي التي ليس لها أية علاقة بذلك؟ إذا كان لديك شيء لتقوله، أو لديك ما تريد فعله، فلتأت باعتبارك حليف وشريك في الناتو، ليدلو كل منا بدلوه في هذه المسألة، ونتحدث بشأنها”

واستطرد قائلا “لكن ما تفعله لم نره من قبل، تخرج لتقول: أنا فعلت، وقررت، وتعترف بالإبادة الأرمينية المزعومة، وتلقي بالأمر أمامنا، ثم تتخذ قراراتك وفق هذا، هذا لم يحدث من قبل، ألم يكن أسلافك القائمين على إدارة الولايات المتحدة على دراية ومعرفة مثلك؟ إذ لم يستخدم أي منهم هذا المصطلح(الإبادة)، جزء منهم اكتفى بقول (الكارثة الكبرى)، وجزء آخر استخدم مصطلحات أخرى لكن لم يستخدم أي منهم ذلك سواء أكانوا من الجمهوريين أو الديمقراطيين”.

ولفت أنه “لن يكون من مصلحتهم (بايدن وفريقه) طرح هذه القضية خلال اللقاء المرتقب، لكن إذا طرحوها فسنقول لهم نفس الأشياء”.

وردًا على سؤال يفيد أن الأرشيفات الأمريكية بها معلومات تكذب المزاعم الأرمينية، قال أردوغان “هناك العديد من الكتاب الأمريكيين الذين انتقدوا موقف بلادهم من هذه القضية، وأظهروا صواب ما تقوله تركيا، ومع هذا القائمون على إدارة البلاد يتجاهلون ذلك”.

وشدد أردوغان على أن “تركيا ليست جمهورية لبلدة صغيرة، نحن الجمهورية التركية، ولا شك أن من يحاولون تضييق الخناق عليها بهذا الشكل، سيخسرون صديقًا مهمًا، سنكون معك بحلف الناتو، وسنكون أحد أول 5 دول بالحلف ومن أقواها”.

كما ذكر الرئيس أردوغان أنه لم تقم أي دولة من تلك الدول التي تبدو قوية بأوروبا، بمهامها الضرورية في الناتو مثلما فعلت تركيا، مضيفًا “عليهم أن يعرفوا أنه من الآن فصاعدًا هناك دولة تركية جديدة، دولة تركية تأخذ بزمام المبادرات في منطقتها، وتكون طرفًا بالقضايا لإقليمية، وتنشد علاقات متساوية مع حلفائها، وحلفاؤنا سيعتادون على ذلك”.

وأكد أن تركيا دولة لها ثقلها في حلف الناتو، باعتبارها واحدة من أول 5 دول قمن بتأسيسه، مضيفًا “لكن علينا أن نسأل هنالك(في قمة الناتو المقبل) أصدقائنا وشركائنا بالحلف عن نظرتهم للجمهورية التركية”.

وتطرق الرئيس التركي إلى تصريحات نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون التي اعتبر فيها أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) يعاني من “موت دماغي”، وأضاف “إن كان رئيس دولة عضو في الناتو يقول إن الحلف في حالة موت دماغي، فينبغي على الناتو مساءلته على خلفية ذلك”.

** الدعم الأمريكي للتنظيمات الإرهابية

في شأن آخر انتقد أردوغان كذلك تعنت الموقف الأمريكي تجاه تركيا، بخصوص دعم واشنطن لتنظيمي “غولن” و”بي كا كا” الإرهابيين، قائلا “من قبل أثبتنا لهم أن هذين التنظيمين إرهابيين، أثبتنا ذلك بالأدلة المرئية”.

وتابع قائلا “لكنهم يقولون كالعادة إن تنظيم (ي ب ك/ب ي د) لا علاقة له بتنظيم (بي كا كا)، في حين أن هذا أثبتناه لهم بالوثائق، وهم يتعنتون ويصرون على رأيهم القائل بعدم وجود علاقة بينهما”.

وتساءل أردوغان: “إذا كانت الولايات المتحدة حليفتنا، فهل ستقف معنا أم مع الإرهابيين؟ للأسف، إنهم بجانب الإرهابيين”.

انقرة – ترك ميديا

المصدر: الاناضول

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى