تقارير

خرجت من شرنقتها.. “شرناق” التركية تراث تاريخي وثقافي

تعلم اللغة العربية بالتفاعل

تسعى ولاية شرناق جنوب شرقي تركيا إلى استقبال زائريها واستضافتهم، وإتاحة فرصة الاطلاع على ما تزخر به من أماكن سياحية وتاريخية عريقة، وما تتمتع به من جمال طبيعي.

لم تكن شرناق قادرة على الإعلان عن جمالها الطبيعي وثرائها الثقافي إلى أن استطاعت أن تخرج من شرنقتها وتنمي أهدافها في مجال السياحة، وذلك بعد أن تم تحقيق الأمن والاستقرار بالمدينة، على خلفية دحر الإرهاب بالمنطقة.

وأطلقت قوات الأمن والجيش التركيين عمليات عسكرية كبيرة عام 2016 ضد منظمة “بي كا كا” الإرهابية في عدة ولايات جنوب شرقي البلاد منها شرناق حيث كان عناصر المنظمة الانفصالية يتمركزون ويشنون هجماتهم وينفذون عمليات إرهابية.

أقرأ أيضا : تحييد 4 إرهابيين في شرناق

وعقب تطهير المنطقة من الإرهاب تحقق الأمن والاستقرار وبدأت عمليات إعادة الإعمار وترميم الأماكن التاريخية والسياحية التي تضررت، وتم افتتاحها مجدداً أمام الزوار.

وتضم شرناق العديد من الثروات التاريخية والثقافية مثل موقع فينيك الأثري وقلعة فينيك، ونهر جهنم، ومسجد أولو جامع، والمدرسة الحمراء، ومقام النبي نوح ، وقبر “مِم وزين” وضريح العالم الكبير الجزري، وقلعة جيزرة.

وفي تصريحات صحفية قال الدكتور سادات تشليك عضو هيئة التدريس بكلية السياحة والفنادق في جامعة شرناق إنه تم تنفيذ مشروع “التنويع السياحي المستدام” عام 2019 بالتعاون مع وكالة تنمية منطقة دجلة (حكومية) بهدف التعريف بالمنطقة وتغيير الصورة السلبية لدى البعض بخصوص المنطقة (بسبب وجود عناصر إرهابية فيها سابقا).

وذكر تشليك أنه تم توسعة نطاق المشروع هذا العام وأتيحت الفرصة للزوار من الولايات المجاورة لزيارة المنطقة، بدعم من منظمي الرحلات السياحية.

وأشار إلى أن المشروعات التي نفذتها الجامعة من أجل تغيير النظرة السلبية للمنطقة بدأت تؤتي ثمارها، وبدأت المدينة بالفعل تستقبل وفودًا سياحيةً أسبوعيًا.

– نتوقع انتعاش الجولات السياحية بالمنطقة

وأوضح تشليك أنه في إطار المشروع حضر 215 وفداً سياحياً لزيارة المنطقة في ربيع 2019. إلا أن المشروع لم يُطبق بشكل كامل العام الماضي بسبب تنفشي وباء كوفيد – 19.

وأضاف أن العام الحالي يشهد زيارة وفدين أو ثلاثة أسبوعياً للأماكن التاريخية والثقافية بأقضية إيديل، وجيزرة، وغوتشلوقوناق بالولاية، وأن جميع الزوار يبدون إعجابهم بالمنطقة.

ولفت إلى أنهم يتوقعون زيادة أعداد الجولات السياحية بالمنطقة خلال العام الحالي والقادم، وأنهم يسعون إلى التعريف بالولاية في تركيا وفي كل العالم، مشيرا إلى أن الجامعة تعمل على أن تلعب دوراً فعالاً خاصة في المجالات الثقافية والسياحية والفنية.

وأردف: “نجري دراسات علمية حول السياحة منذ عام 2017. إن اهتمامنا بالسياحة ينبع من كونها تجمع بين الناس وتوحد الثقافات واللغات. السياح غيروا آراءهم ونظرتهم السلبية تجاه المنطقة بعد زيارتها، ويعد ذلك تطوراً إيجابياً في التسويق للمنطقة”.

– الجولات السياحية تعمل على زيادة الاندماج الاجتماعي

وقال حسين ألتشي صاحب إحدى وكالات السياحة إن مناخ الأمن والاستقرار الذي تم تحقيقه في المنطقة دفعهم إلى زيادة عدد رحلاتهم السياحية إليها على مدار الأربع سنوات الأخيرة، وزيادة عدد المناطق التي تشملها الجولات.

وزاد “اعتقد أن الأحكام المسبقة لدى العديد من الناس بخصوص المنطقة قد تغيرت بعد قدومهم ورؤيتهم لها بأنفسهم. وستساعد الجولات السياحية أكثر على زيادة الاندماج الاجتماعي بين الناس.”

– سعادة كبيرة لدى الزائرين

أما خديجة شاكر وهي محامية تعيش في إسطنبول فأعربت عن سعادتها لزيارة المنطقة وأبدت إعجابها خصوصاً بمنطقة جيزرة التي وصفتها بأنها مدينة يفوح منها عبق التاريخ والحضارة.

وذكرت أوزنور دوراس من إسطنبول إنها أرادت أن تزور هذه المنطقة تحديدًا وأنها وجدتها أجمل مما كانت تتوقعه، موضحةً أنها كانت ترغب هي وأصدقاؤها في رؤية ما تزخر به هذه المنطقة من تاريخ وثقافة.

وأعربت عن إعجابها الشديد بالمنطقة وأوصت الجميع بزيارتها.

شرناق – ترك ميديا

المصدر : الاناضول 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى