تقارير

معتصمو ديار بكر: لن يمنعنا شيء عن سعينا لاستعادة أبنائنا

تعلم اللغة العربية بالتفاعل

معتصمو ديار بكر: لن يمنعنا شيء عن سعينا لاستعادة أبنائنا

ترك ميديا

رغم تتابع الأيام والفصول، والأحداث التي يسعى عبرها الإرهابيون إلى دفع الأهالي المعتصمين بولاية ديار بكر التركية، للامتناع عن الاعتصام، تصر أمهات وآباء الأبناء المختطفين على مواصلته حتى تحرير فلذات أكبادهم.

ويشدد المعتصمون على أن أي ظرف لن يمنعهم من الاعتصام، حتى الجريمة التي ارتكبها الإرهابيون في جبل غارا شمالي العراق، والتي أدت إلى استشهاد أشخاص اختطفتهم منظمة “بي كا كا” الإرهابية، لن تجعلهم يفقدون العزيمة والإصرار حتى النهاية لاستعادة أبنائهم.

ومنذ أكثر من 555 يوما، بعزم وآمال واثقة، تواصل الأمهات اعتصامهن أمام مقر “حزب الشعوب الديمقراطي” في دياربكر (جنوب شرق)، للمطالبة باستعادة أبنائهن المختطفين لدى منظمة “بي كا كا” الإرهابية.

وانطلق الاعتصام في 3 سبتمبر/ أيلول 2019، أمام مقر “الشعوب الديمقراطي” المتهم بالضلوع في خداع واختطاف الشباب، وزجهم للقتال في صفوف المنظمة الإرهابية.

وفي 14 فبراير/ شباط الماضي، عثرت قوات تركية على جثامين 13 شخصا، هم 12 تركيا وعراقي، خلال مداهمة إحدى مغارات “بي كا كا” في “غارا”، ضمن عملية “مخلب النسر 2″، التي استمرت بين 10 و14 من الشهر ذاته، وانتهت بتحييد 53 إرهابيا.

– أكبر عقوبة للأم اختطاف ابنها

نهال جفجي من ولاية هكاري (جنوب شرق)، تحدثت عن ابنها المختطف بالقول: “أعتصم من أجل ابني أمير جان الذي ذهب للمدرسة عام 2012 ولم يعد بعدها، وعلمنا أن حزب الشعوب اختطفه وسلمه للتنظيم الإرهابي”.

وأضافت الأم: “نحن هنا نعتصم مطالبين بأبنائنا وأنا أطالب بابني، ودون عودته لن نذهب لأي مكان، إما أن يعودوا بابني أو أموت دونه، حتى لو لم يبقَ معتصم واحد سأواصل الاعتصام”.

وروت الأم قصة ابنها بالقول: “كان بعمر 13 عاما عندما اختطف، ويوم اختطافه كان هناك توترات أمنية بالمدينة، ورفض ابني البقاء في المنزل طالبا الذهاب للمدرسة، لكي لا يتخلف عن دروسه، وأرسلته، لكن لم أتوقع أن يتعرض لاختطاف كهذا”.

وزادت: “ذهبت لحزب الشعوب أطلب ابني فأنكروا وجوده والكل يعرف أن الحزب هو من يسجل الأسماء، فابني بعمر لا يعرف الطريق إلى الجبال وبالتالي هناك من يعمل على ذلك وهو حزب الشعوب”.

وأوضحت أنها لم تحصل على أي نتيجة فانضمت للاعتصام، و”مؤخرا وصلنا خبر وفاته، ولكن تحليل الحمض النووي لم يثبت أنه ابني، ومن هنا أقول أريده، وإن كان ميتا أريد بقاياه، فهم يعرفون كيف يختطفون، ألا يعرفون كيف يعيدون جثته إن كان ميتا؟”.

واستدركت: “أنا أم أريد ابني، هذه أكبر عقوبة للأم حرمانها من ابنها، لدي 3 أبناء ذهب واحد منهم وبقي اثنان، كان ابني الأكبر، نحن متعاضدون مع الأمهات ومصرون على الاستمرار في الاعتصام والوصول للنهاية حتى استعادة أبنائنا، رغم الأحداث الأليمة الوحشية في جبل غارا”.

– “الإرهابيون لا يخافون الله”

أما يوسف أردينج من ولاية وان (جنوب شرق)، فأفاد “جئت من أجل ابني يوسف الذي اختطف من جامعته بكلية الحقوق بإسطنبول، لم يكن في وضع يتم التلاعب بعقله، أنا متأكد أنه جرى اختطافه، إما باعوه أو اختطفوه”.

وأردف: “نحن هنا في الاعتصام منذ عام ونصف وإن استمر 10 سنوات سأستمر حتى عودة ابني وسأواصل الاعتصام حتى النصر وتخليص ابني من براثن الإرهاب، لن أترك خيمة الاعتصام حتى استعادته”.

وعن قصته المؤلمة، تحدث الأب قائلا: “جعلت ابني يدرس بصعوبة، عملت راعيا وعاملا من أجل دراسته وتحقيقه مكانة علمية رفيعة دون أن يكون بحاجة لأحد، ومع ذلك اقتلعوه مني، وكما قطعوني إربا إربا أتمنى من الله أن يقطع الإرهابيين أيضا”.

وزاد: “حزب الشعوب الديمقراطي لا غيره هو من عمل ذلك، وخلال 6 سنوات أبحث عن ابني ولا علم لي أين هو، أريد ابني ومن دون ذلك لن أترك الاعتصام، في أي مكان سأقوم بالاعتصام حتى استعادته”.

وعن عزيمتهم رغم الوحشية في جريمة غارا، أضاف: “كان هناك شهداء في غارا أدعو الإرهابيين ليخافوا الله على فعلتهم هذه، لماذا يقتلون المختطفين ويعذبونهم.. هؤلاء الإرهابيون لا يخافون من الله”.

وأكمل: “يرسلون (قادة “بي كا كا”) أولادهم للدراسة في الخارج ويتعاملون مع الناس بشكل غير إنساني، ورأيت الشهداء الذين كانت أيديهم مكبلة، وعوائلهم وجدوا صعوبة في التعرف عليهم من فقدانهم وزنا كبيرا وكثرة نحولهم بسبب تجويعهم”.

واستطرد: “أقول لابني أنت محام ودرست، انظر وشاهد كيف يعملون على إقناعكم، عد إلى الدولة وستتابع حياتك من المكان الذي تركته وسأسامحك على ما فعلت بحقي”.

– “بي كا كا” لا تمثل الأكراد

أما سعادت أودوملو، فروت قصتها بالقول: “قبل 7 سنوات اختطفوا ابني يوسف البالغ من العمر 13 عاما آنذاك، ابني اختطف في شهر رمضان ولأن زوجي من الحراس في القرية اختطفوه بشكل مقصود”.

وأضافت: “اتصل لاحقا وقال إنه في كوباني ولم أحصل بعدها على أي خبر منه، حياتنا تغيرت بعد الخطف لا يوجد راحة واستقرار، كان يحب فطائر السبانخ، ومنذ اختطافه حرمت بقية أبنائي من هذه الفطائر لأن ابني يحبها”.

وشددت: “تناول ابني طعامه وخرج من البيت ولم أره بعدها، ابني لم يدرس ولكنه كان رحيما ذكيا وله طموحات، منذ 4 سنوات لا نعلم عنه أي شيء إن كان حيا أو ميتا”.

وبينت أن “التنظيم الإرهابي لا علاقة له بقضية الأكراد، هم يلحقون الأطفال ويختطفونهم، نحن أكراد أيضا من يحاربون؟ لا ندري، ولن يمنعنا أي ممارسات بشعة من الاستمرار بالاعتصام”.

وختمت قائلة: “أرغب باشتمام رائحة ابني واحتضانه، نحن غير مرتاحين كل هذه السنوات، ونأمل أن يستعيد جميع المعتصمون أبناءهم، وأقول لابني خطفوك فاهرب منهم هناك ليس مكانك، يكفي ما حصل، بابنا مفتوح لك، لا تخف من الإرهابيين، اخرج وتعال إلينا”.

وكان الرئيس رجب طيب أردوغان، أعرب عن دعمه للأمهات المعتصمات في أكثر من مناسبة، فضلا عن دعم الوزراء والسياسيين وفنانين وصحفيين وكتاب ورياضيين ومنظمات مدنية ورجال دين وأفراد من كافة فئات المجتمع.

ويحظى الاعتصام أيضا بدعم “جمعية أمهات سريبرينيتسا” في البوسنة والهرسك، وعضو البرلمان الأوروبي توماس زديتشوفسكي، وسفراء في أنقرة أجروا زيارات لولاية دياربكر، والتقوا الأمهات المعتصمات.

المصدر: الاناضول

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى