تقارير

مواجهة “كورونا”.. صفحة نجاح جديدة في كتاب النهضة التركية

تعلم اللغة العربية بالتفاعل

منذ ظهور أول حالة مصابة بفيروس “كورونا” في تركيا مطلع آذار/مارس 2020، دخلت تركيا في حالة استنفار وحشد لجميع إمكانياتها الطبية في سبيل مواجهة تداعيات الفيروس والحد من تأثيراته السلبية، مسجلة صفحة نجاح كبيرة في كتابة النهضة التركية، وصولا إلى رفع حظر التجول الذي فُرض لأشهر طويلة، حيث سيكون اليوم الأحد، آخر يوم أحد في تاريخ حظر التجول الخاص بمكافحة انتاشر “كورونا” في تركيا.

وتزامنا مع الإجراءات التي أعلنت عنها تركيا في سبيل عدم انتشار الفيروس، ومعالجة المرضى المصابين به، وتوفير كافة السبل لهذا الغرض، فقد وجّهت في الوفت ذاته جهودها لتطبيق عمليات التطعيم أكثر اللقاحات أمانا على مستوى العالم.

وفي هذا الصدد بدأت تركيا باستيراد كميات كبير من اللقاحات المعتمدة عالميا، إلى جانب تنفيذ برامجها المحلية الخاصة بإنتاج لقاح خاص بها محلي الصنع، حيث تعكف هيئات علمية وطبية تركية على استكمال جميع مراحل التجارب والدراسة من أجل اعتماد اللقاح التركي في وقت قريب.

أقرأ أيضا : قوجة: تركيا الأولى عالميا في معدل التطعيم ضد كورونا خلال أسبوع

وفي 11 آذار/ماري الماضي، كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنجازات الحكومة التركية في مواجهة وباء “كورونا”، وذلك بمناسبة مرور عام على رصد أول إصابة بالفيروس في تركيا، قائلا “لقد سطرنا ملحمة بفضل تضحيات كوادرنا الطبية ومستشفياتنا الحديثة التي دخلت الخدمة، إلى جانب بنيتنا التحتية القوية”.

وذكر أردوغان أبرز ما قامت به الحكومة بعد مرور عام على تسجيل أول إصابة بالوباء من خلال تقديم الخدمات واللقاحات وبناء المدن الطبية والمستشفيات وغيرها، وفيما يلي أبرزها:

ـ استمرار الاختبارات لتطوير 18 لقاحا محليا ضد “كورونا”.
ـ افتتاح 25 مستشفى جديدا خلال جائحة “كورونا”، إلى جانب 11 مبنى إضافيا لمشافي موجودة.
ـ رفع عدد المنشآت الصحية خلال عام واحد بنسبة 55%.
ـ رفع القدرة الاستيعابية لأسرّة العناية المركزة في المستشفيات الحكومية بنسبة 51%.
ـ تصدير أجهزة تنفس صناعية إلى أكثر من 20 بلدا بعد تطويرها وتصنيعها محليا.
ـ توفير الدعم للمواطنين خارج البلاد عبر 249 نقطة.
ـ إعادة 97 نقطة سفر دولية خلال فترة الوباء لخدمة المواطنين.
ـ توفير المساعدات الطبية إلى 12 منظمة دولية و157 دولة حول العالم.
ـ جلب أكثر من 100 ألف مواطن من 142 دولة حول العالم.
ـ مساعدة أكثر من 38 ألف مواطن أجنبي من 90 دولة على العودة إلى بلادهم خلال فترة الوباء.

وفي أيار/مايو 2020، أشاد المدير الإقليمي في منظمة الصحة العالمية الدكتور هانس كلوغ، بـ”قوة القطاع الصحي في تركيا ونجاح التجربة التركية بمواجهة (كورونا)، مضيفا أنه “يجب على دول العالم أن تستفيد من التجربة التركية الناجحة في مكافحة فيروس (كورونا)”.

ويؤكد خبراء أتراك أن اهتمام تركيا باللقاحات وعمليات التطعيم، كان منذ بداية ظهور الفيروس للمرة الأولى على أراضيها، فضلا عن عدم إهمالها أي جهد لتحقيق نجاح على هذا الصعيد.

وفي هذا السياق، تحدث الطبيب التركي آلبر آكار، رئيس قسم الأمراض المعدية في مشفى سلطان مراد الأول في ولاية أدرنة وعضو المجلس العلمي لمنطقة تراكيا، عن برنامج التطعيم الذي تسير عليه تركيا بـ”نجاح كبير”.

وذكّر آكار في حديثه الخاص مع “وكالة أنباء تركيا” أن “أول عملية تلقيح ضد (كورونا) في تركيا، تمت في كانون الثاني/يناير 2021، حيث تلقى وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة أول جرعة من اللقاح”.

وأوضح أن “اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة برامج التطعيم ضد (كورونا)، سارت وفق خطة محكمة تتبنى الأولوية في عمليات التطعيم للشرائح الأكثر حاجة للتطعيم، حيث بدأت بالعاملين في المجال الصحي، ثم الأكبر سنا فالأصغر وهكذا”.

وعن الآثار الإيجابية لعمليات التطعيم ضد فيروس “كورونا”، أكد آكار أن “التطعيم ضد الفيروس بالطبع له دور كبير في تخفيف حالات الإصابة به، وكذلك في تقليل عدد الوفيات”.

وحول تخوّف البعض من تلقي جرعات التطعيم ضد الفيروس، شدد آكار أن “التطعيم مهم للغاية لا سيما مع الأمراض التي يمكن بالفعل الوقاية منها عبر اللقاحات”.

وأضاف “لذلك السبب نجد أن أهم قسم ضمن خدمات الصحة الوقائية، هو اللقاح”.

وأوضح أنه يعتقد بـ”عدم وجود مبرر سواء للقلق أو الخوف من تلقي التطعيم ضد الفيروس لا سما وأنه تحول لوباء يجب التعامل معه بجدية”.

وبخصوص لقاح “كورونا” المحلي في تركيا “توركوفاك”، أشار عضو اللجنة العلمية آكار إلى أن “الدراسات تجري على قدم وساق والآن هو في المرحلة الثالثة للتجارب البشرية، ويجب الانتظار حتى استكمال جميع المراحل”. معربا عن تفائله بهذا الصدد.

وأردف “أعتقد أن اللقاح المحلي سيكون مهما للغاية في المرحلة المقبلة لأن عمليات التطعيم لن تتوقف، بل ستكون مستمرة ولسنوات، ولذا فوجود لقاح محلي آمن في تركيا مهم سواء من الناحية الصحية وكذلك الاقتصادية”.

وفي سياق متصل لفت آكار إلى أن “وتيرة التطعيم ضد (كورونا) في تركيا باتت تسير بشكل أسرع، حيث بات الآن بإمكان جميع المواطنين والأجانب على الأراضي التركية أن يتوجهوا نحو المراكز الصحية لتلقي التطعيم”.

والإثنين الماضي، أشاد رئيس دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية، فخر الدين ألتون، بالنموذج الذي يقدمه القطاع الصحي في تركيا لناحية تطعيم المواطنين والأجانب المقيمين بلقاح “كورونا”.

كلام ألتون جاء في تغريدة نشرها ألتون، على حسابه في “تويتر”، أرفقها بمقطع مصور يتضمن مواقف عدد من المقيمين الأجانب في تركيا، عن تجربتهم بتلقي لقاح “كورونا”، ظهر في المقطع مواطنون من دول عديدة، يعيشون في مختلف المناطق التركية.

وممن ظهر في المقطع، الألماني مايكل ويجانت، 61 عاما، يعيش في مدينة أنطاليا جنوب غربي تركيا، منذ 4 أعوام، حيث قال إن “سبب استقراره في تركيا ما تقدمه من رعاية صحية متميزة لكبار السن، على عكس الوضع عندنا في ألمانيا”.

وأضاف ويجانت “يتم هنا تقديم كل أشكال الدعم لكبار السن، الذين لا يستطيعون التسوق أو الحصول على أساسيات العيش اليومي، وكل ذلك يتم بدعم من الحكومة التركية”، مشيرا “أنا أضطر للانتظار مدة شهرين للحصول على خدمة طبية بسيطة في ألمانيا، في حين أن معدل الانتظار هنا في تركيا لا يتجاوز 20 دقيقة.. نعم إنني أشعر بالأمان هنا أكثر مما أشعر به في ألمانيا”.

وفي سياق متصل، كان وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة قد أشار، الإثنين الماضي، إلى أن “وزارة الصحة قامت بـ7 ملايين و776 ألف عملية تطعيم ضد (كورونا) خلال أسبوع واحد فقط، متقدمة بذلك على الصين وألمانيا”.

وقال قوجة أن “تركيا شهدت 7 ملايين و776 ألف عملية لقاح في الفترة بين 14 و20 من حزيران/يونيو الجاري”.

وتتبع تركيا برنامج تطعيم يتميز بوتيرة متسارعة، متصدرة بذلك بلدان العالم في أعداد التطعيم ضد “كورونا”، مقارنة بعدد السكان.

والثلاثاء الماضي، 22 حزيران/يونيو 2021، كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن اسم اللقاح المنتج محليا في تركيا ضد فيروس كورونا، هو “توركوفاك”.

ولفت أردوغان إلى أن “اللقاح طور بالتعاون بين رئاسة المعاهد الصحية في تركيا، وجامعة أرجاييس التركية”.

واكد أن “لقاح توركوفاك يعتبر الأكثر تقدما حتى الآن مقارنة بباقي مشاريع اللقاحات الملحية في تركيا”.

وأكد أردوغان أنه “مع وصول اللقاح المحلي لهذا المستوى فإن تركيا تفتح الآن أبواب حقبة جديدة في هذا المجال”.

وذكّر أن تركيا “قطعت في مجال عمليات التطعيم ضد (كورونا) أشواطا كبيرة، وباتت في مستوى متقدم للغاية في توفير وتطبيق اللقاحات المعتمدة”.

يذكر أن وزارة الصحة التركية تقود حملة التطعيم ضد “كورونا” بشكل متناسق في الولايات التركية الـ 81، ضمن نظام إلكتروني يخدم المواطنين الأتراك والمقيمين الأجانب بالتساوي.

حتى اقتصاديا، استطاعت تركيا أن تقف إلى جانب شعبها المتضرر جراء الجائحة وإجراءت مكافحة انتشار الفيروس، حيث قدمت الحكومة التركية للحرفيين وأصحاب المهن مساعدات لايجارات المنازل لعدة أشهر، بقيمة 750 ليرة في المدن الكبرى، و500 ليرة في المدن الصغرى.

كما قدمت دعما ماديا بقيمة 1000 ليرة تركية إلى مليون و239 ألفا و438 شخصا لعدة أشهر أيضا.

وكذلك قامت بتخفيض معدل الضريبة المقتطعة على إيجارات العقارات، من 20% إلى 10% حتى 1 حزيران/يونيو من 2021.

وعمدت الحكومة أيضا لتمديد تخفيض ضريبة القيمة المضافة على إيجارات الأماكن التجارية، من 18% إلى 8% حتى 1 حزيران/يونيو من 2021.

وقدمت الحكومة التركية كذلك منحة بقيمة 5 مليارات ليرة تركية كدعم للتجار الأتراك على مدار أشهر عدة خلال مواجهة انتشار “كورونا”.

وكذلك في القطاع السياحي، اتخذت تركيا عددا من الإجراءات في قطاع السياحة، للوقاية من فيروس “كورونا”، وتحقيق أفضل شرط لاستقبال الزوار من خارج البلاد للقيام بسياحة آمنة ومريحة.

وتتلخص الإجراءات التي قامت بها الحكومة التركية بـ3 مناح رئيسية، هي: برنامج شهادة السياحة الآمنة، وتأمين “كورونا”، وتطبيقات اختبار PCR للكشف عن الفيروس.

ومن الجدير ذكره، أن وزارة الثقافة والسياحة التركية أطلقت، برنامج “شهادة السياحة الآمنة”، الذي بدأت تركيا بتطبيقه ضمن إجراءات مكافحة انتشار فيروس “كورونا”.

وبموجب برنامج “شهادة السياحة الآمنة”، تقوم وزارة الصحة التركية، بالتعاون مع وزارات الخارجية والداخلية والسياحة ومؤسسات دولية متخصصة، بمنح شهادات تؤكد التزام الفنادق والمطاعم والمنتجعات بمعايير السلامة من انتشار فيروس “كورونا”.

ويعتمد البرنامج على 4 ركائز أساسية هي صحة وسلامة المسافر، وصحة وسلامة العامل، والتدابير المتخذة في المنشآت، والتدابير المتخذة في وسائل النقل، ويتم من خلاله توثيق النظافة ومعايير السلامة الصحية في الطائرات والمطارات والفنادق والمطاعم.

أنقرة _ ترك ميديا

المصدر : أنباء تركيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى