تقارير

والد أحد شهداء “غارا”: “بي كا كا” عذبه وجوّعه وأعدمه برصاصة

تعلم اللغة العربية بالتفاعل

والد أحد شهداء “غارا”: “بي كا كا” عذبه وجوّعه وأعدمه برصاصة

ترك ميديا

قال شيخموص كايا (63 عاما)، والد وداد كايا (31 عاما) أحد ضحايا مجزرة تنظيم “بي كا كا” الإرهابي في منطقة “غارا” شمالي العراق، إن الإرهابيين عذبوا ابنه وجوّعوه بطريقة وحشية، خلال سنوات اختطافه، ثم أعدموه برصاصة في صدره.

الوالد المفجوع روى حكاية اختطاف ابنه، في 24 يوليو/ تموز 2015، وما أظهره جثمانه من وحشية “بي كا كا” في استهداف المدنيين والرهائن، مشددا على أن هذا التنظيم الإرهابي لا يمثل الأكراد.

قال كايا: “ابني وداد اختُطف في منطقة ليجة جنوب شرقي البلاد منذ 6 سنوات، وأنا أشارك منذ عام ونصف العام في اعتصام الأمهات (للمطالبة باستعادة أبنائهن المختطفين لدى “بي كا كا”) في دياربكر (جنوب شرق)، ولم أحصل خلال هذه السنوات على أي خبر من ابني إلى حين استشهاده”.

وفي 14 فبراير/ شباط الماضي، عثرت قوات تركية على جثامين 13 شخصا، هم 12 تركيًا وعراقي، خلال مداهمة إحدى مغارات “بي كا كا” في “غارا”، ضمن عملية “مخلب النسر 2″، التي استمرت بين 10 و14 من ذلك الشهر، وانتهت بتحييد 53 إرهابيا.

* موقف المعارضة*

ويبدو أن الأب كان يشعر بمصير ابنه، إذ قال كايا: “منذ اختطاف ابني كنت أتوقع أنهم سيفعلون به شيئا سيئا. منذ أول يوم، كنت مؤمنا بأنهم سيقتلونه، فهم إرهابيون”.

وأضاف: “خلال عمليات الجيش التركي في منطقة غارا، وصلتني اتصالات من أرقام (هواتف) دول أوروبية، وأخبار كاذبة تحاول تشويشي بشأن ابني، كان يُقال لي إن هناك قصف وابني مات بالقصف”.

وتابع: “المكالمات كانت تأتيني من ألمانيا وبلجيكا، وعبر قنوات إعلام مؤيدة للإرهابيين، كنت لا أؤمن بقولهم إن ابني قُتل في القصف، وكنت أسأل: من أين حصلتم على رقم هاتفي، وماذا تريدون بالرغم من أنني تجاهلتكم كثيرا”.

وزاد:”أقول أبناؤنا فداء للوطن، ذهب ابني وسيأتي آلاف غيره فداء للوطن، ولا يمكن إقناعنا بغير ذلك، أتمنى من جميع أحزاب المعارضة أن تتخذ موقفا واضحا تجاه الإرهابيين، ونحن نواصل اعتصامنا في دياربكر، وكنا نتمنى منهم موقفا وتضامنا واضحا معنا”.

* تجويع وتعذيب*

عن مشاهدته لجثة ابنه، قال الأب: “عندما عاينا الجثة برفقة الموظفين ووالدته، وجدت ابني وقد أنهكه الضعف وقلة الطعام، وتوفى بسبب طلق ناري”.

وأوضح أنه “أصيب بطلق ناري وحيد دخل من منطقة الصدر وخرج من الكتف، كان وزنه قبل الخطف 85 كغم، وعندما استلمنا جسده كان حوالي 45 كغم فقط، كان نحيلا جدا بشكل مؤلم، وهو ما يظهر مستوى الإرهابيين المنحط في معاملة الرهائن”.

واستطرد: “خلال 6 سنوات يتم خطف الرهائن بقوة السلاح دون إطعامهم، ليبقوا جلدة وعظمة، وهو ما لا يمكن أن تفعله حتى الحيوانات”.

وأردف: “لا أستطيع النوم، فصورته دائما في بالي بالمظهر الذي شاهدته فيه، وأعلم أن قيادة البلاد بذلت جهودا كبيرة جدا من أجل أبنائنا، ونحن ندعم جهودهم، وكنا على تواصل مع وزير الداخلية بشكل مستمر، وأشكر جميع المسؤولين في الولاية (ماردين- جنوب شرق) على الدعم المقدم لنا”.

* تضليل إعلامي*

وعن التضليل الإعلامي المُمارس من جانب تنظيم “بي كا كا” الإرهابية، قال كايا إن “وسائل الإعلام الداعمة للإرهابيين والاتصالات التي وردتني، تقول إن الطائرات التركية هي التي قصفت الرهائن، كلها كذب واضح”.

وأضاف: “ذهبت وعاينت الجثة مع والدته وأخيه وتأكدنا أن هذا كذب، ولا يمكنهم تضليلنا من خلال أكاذيبهم”.

وتابع: “الدولة لم تقصف أي مكان، وأنا بيدي عاينت الجثة، ورأيت ابني متوفيا بطلقة واحدة إعداما، لا يمكن الكذب وتضليل الرأي العام، الدولة عملت ما عليها من حماية المدنيين ومحاولة الإفراج عن الرهائن”.

وشدد على أنه “لو قصفت الطائرات، لكانت الجثث ممزقة، ولكن لم يكن الوضع كذلك، الدولة لا ذنب لها في سقوط ضحايا مدنيين”.

* لا يمثلون الأكراد*

وحول ممارسات الإرهابيين ومزاعمهم، قال كايا إنه “من الخطأ اعتبار أن بي كا كا الإرهابي يعمل على حماية حقوق الأكراد، إنهم لا يُحسبون على الأكراد، فهم تنظيم يعمل على تطبيق السياسات الأمريكية، وليس الدفاع عن الأكراد”.

وشدد على أن “الشعب يفهم ذلك وتعزز فهمه لما يقوم به هؤلاء الإرهابيون بعد المجزرة التي حصلت في غارا، وهو أنه لا علاقة لهم بالأكراد، ولا يمثلوننا نحن الأكراد، نحن مسلمون ومرتبطون بدولتنا ونقدم شهداء مع الجيش التركي في كل مكان”.

واستطرد: “الإرهابيون لا يمثلوننا نحن الأكراد، ولا يمكن لهم أن يمثلوننا مستقبلا، والدلائل كثيرة”.

وختم بالقول: “أتمنى من المعتصمين في دياربكر أن يواصلوا اعتصامهم ويلتقوا مع أولادهم”.

و”بي كا كا” مدرج في لوائح المنظمات الإرهابية لدى كل من تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وهو مسؤول عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص، بينهم أطفال ونساء ورضّع، خلال عملياته الإرهابية المستمرة منذ أكثر من 30 عاما.

المصدر: الاناضول

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى