مقالات

أسطورة الجبال .. قصة أغرب من الخيال في تركيا

إليكم بعض الحقائق والمعلومات عن هذا الشخص الذي حير الأتراك ولم يستطع احد حل لغزه إلى الآن..!

تعلم اللغة العربية بالتفاعل

” أسطورة الجبال ” محمود يلدريم ، او ” yeşil” كما يلقبونه هل كان رجلا خائناً قاتلا كما أعلنت عنه الحكومة التركية آنذاك أم محاربا محبا لوطنه وتمت تصفيته من الأعلى .. . . ” إليكم بعض الحقائق والمعلومات عن هذا الشخص الذي حير الأتراك ولم يستطع احد حل لغزه إلى الآن..!

 رجل حرب العصابات

” محمود يلدريم” من مواليد بينغول التركية في عام 1951 ومن أصل زازي . “عندما كان بعمر 22 بدأ يدخل لجهاز MİT التركي . – بعد عودته من الخدمه العسكريه عمل كعميل لجهاز MİT التركي داخل حركة Mill Gorüş

– محمود يلدريم تلقى تعليما خاصا في حروب العصابات

وبدأ حرب ميدانية ضد تنظيم PKK شرق تركيا _ كان جهاز MİT التركي يستخدم وحدة سرية يطلق عليها ” يشيل ” لتنفيذ إغتيالات ضد من يشكلون خطرا على الأمن القومي التركي داخل وخارج تركيا . وكان “محمود يلدريم ” ضمن هذه الوحده،لكن كانت الناس تظن أنذاك أن ” يشيل” هو لقب محمود يلدريم فقط

– ظل يلدريم يعمل للاستخبارات، وتم استخدامه في العديد من المهمات الصعبة خصوصا في اغتيالات اعضاء التنظيمات الارهابيه خارج تركيا(اليونان وسوريا والعراق)

– إنظم بعدها يشيل لوحدة JİTEM”وحدة استخبارات الدرك، ومكافحة الارهاب التي اسسها الضابط المتقاعد”Arif Doğan و Cem Ersever في عام 1989.

ألقابه وجرأته

– كان الناس في مدن الشرق يلقبون هذا الشخص في مدن الشرق بالرجل الملتحي

– يشيل كان شخصا مرعبا بما تعنيه الكلمه، وعنيد جدا فمن يركض يشيل خلفه لا يتركه إلا ميتا، ويستحيل أن يترك عمله ناقصا

– يشيل كان شخصا يجيد التنكر، واجرى لوجهه عدة عمليات وكان يعيش بعدة هويات.

محاولاته لاغتيال عبدالله أوجلان

– لم يكن يشيل رجل استخباراتيا فقط…بل كان رجلا للدولة العميقة وهذا ما اكسبه قوه اضافيه، فيشيل يعتبر صندوق اسرار للدولة العميقة . ” لكن ما لا تعلموه، أن تانسو شيلر عندما كانت رئيسة للوزراء أمرت الاستخبارات التركية بإغتيال ” عبدالله اوجلان”

“كانت المهمة صعبة جدا، وتحتاج تخطيط كبير، ولم يجد جهاز MİT التركي أنسب لهذه المهمه من ” يشيل”( محمود يلدريم) لأن هذا الشخص يمتلك ذكاء كبير، وعنيد جدا، ولم يتم أمره بمهمة إلا نفذها بأكمل وجه دون أن يترك خلفه أثر .

” بالطبع قبل ” يشيل المهمة وتسلل لداخل سوريا

وزرع مفخخه بالقرب من مزرعه لعبدالله اوجلان في جنوب الشام، لكنه يستطع تفجير السياره عن بعد لعدم اقتراب السياره من الهدف لشدة الحمايه المفاجأه التي تم فرضها على اوجلان

– وكالعاده لم يترك ” يشيل ” مهمته ناقصه فلقد عاد مجددا

وقام برسم خطة محكمة مجددا لاستهداف اوجلان داخل البقاع اللبناني في ذكرى تاسيس pkk اثناء كلمة سيلقيها ، وقام بزرع متفجرات في المنزل الذي سيلقي اوجلان كلمته فيه، لكن ماحدث كان مفاجئا… فقد تراجع اوجلان فجأة من على حدود سوريا لبنان وعاد لادراجه وكأنه تلقى معلومة استخباراتية باغتياله .

– ليقوم ” يشيل” هذه المرة بأكثر الخطط جنونا، وهي التنكر وتغيير هويته ولبس ملابس التنظيم والنجاح بالتسلل الى داخل التنظيم، وحينما دقت ساعة الصفر للاغتيال ، تلقى يشيل أوامر من ضابط استخباراتي يأمره بإلغاء العملية والعودة مجددا لتركيا وهنا كانت العلامة الفارقة

رفض يشيل العودة إلى تركيا دون إكمال مهمته ،فهدده الضابط إن نفذ مهمته فسيتعفن طول حياته في السجن ، فرد يشيل بهذه الكلمات( إن عاد يشيل إلى تركيا فلن يبقي منكم أحد) فأغلق الضابط التلفون بوجه يشيل وفجأة يسمع يشيل صوت المذياع من اكتشاف تنظيم PKK لخائن في المعسكر

وبدأ التنظيم بالتحقيق مع أفراده فردا فردا، واستطاع يشيل الخروج من المعسكر بخطه رسمها مسبقا .

يشيل رجل خائن

– لكن يشيل هذه المره لم يستطع العودة إلى تركيا، وذهب لسوريا بعد أن اعلنت عنه الحكومة التركية آنذاك بأنه رجل خائن ، ونشرت الاستخبارات تسجيلات له وهو يساوم تجار مخدرات ايرانيين

– تم حذف ” يشيل” من الاستخبارات التركية، وانقطع التواصل معه

– لم يتم الاكتفاء بهذا فقط من خلال إعلانه خائن ،بل اظهرت تقارير الاستخبارات عن تنفيذ ” يشيل ” لعدة عمليات إغتيال خارج القانون منها اغتيالات لمدنيين في الفترة المظلمة في تركيا فترة التسعينيات .

اشهر عمليات الاغتيال

أما أشهر عمليات الإغتيال الداخلية التي قام بها فهي _ قتل المفكر الكردي ” موسى عنتر” الحدث الذي أثار ضجة واسعة آنذاك _ وقتل ضابط الاستخبارات التركي” Cem ersever” ..! قد تستغربون كيف لضابط استخباراتي ان يقتل ضابط اخر .

” لكن مالا تعلموه أن الضابط Cem ersever كان رجلا وطنيا بامتياز وكان من مؤسسي وحدة JİTEM وكان يعمل مع ” يشيل” في نفس الوحده لكن ماحصل هو أن الضابط CEM Ersever كان يعد تقارير مفصلة عن أسباب فشل تركيا في القضاء على تنظيم PKK واكتشف معلومات صادمة وحدثت المفاجأه الأكبر في حياته .

اكتشاف معلومات صادمة

هو تحطم طائرة القائد العام Eşref Bitlis “القائد الذي كان قد توصل لحل المشكلة الكردية سلميا حيث اعتبر الضابط Cem ersever ان تحطم الطائره كان اغتيال ويقف خلفه CİA بالتعاون مع ضباط اتراك يقفون مع معسكر الناتو بعدها قام فورا بالاستقالة مع 30 ضباط اخرين

– وأرسل تقارير الى صحيفة Aydınlık واجرى مقابلة وتعهد بكشف كل حوادث الاغتيال التي تمت في الشرق وعن الضباط الخونه داخل الجيش وعن خيانة جلال طالباني وعن عمليات القتل خارج القانون التي نفذها ” يشيل” . وعند ذهابه للمحكمه للادلاء بشهادته، تعرض للخطف ووجد بعد ايام مقتولا ويداه مكبلتان

وكالعادة يشيل من يقف خلف الجريمة في 1993

” حادثة سوسورلوك”

– اما عن اشهر عمليات الاغتيال على التي نشرت الاستخبارات التركية تقارير مفصله عنها فهي ” حادثة سوسورلوك” هذه الحادثه كادت أن تسقط الحكومة التركية في تلك الفتره حيث توفي نائب مدير شرطة اسطنبول، بجانب عبدالله تشاتلي في حادث سير .

” طبعا كلكم تعرفون من هو عبدالله تشاتلي ، وكيف انكرت الحكومة التركية انذاك التعامل معه وقالت للعالم أنه كان مجرد رجل مافيا ..هذا الحادث كان يقف خلفه أيضا ” يشيل” وقد يتساءل احدا، لماذا نفذ يشيل هذه العملية…. ربما كان الجواب ” ان العملية كانت بطلب من الدولة العميقة .

مطلوب للانتربول

لقد أصبح يشيل مطلوبا للأنتر بول الدولي على النشرة الحمراء، ولكم ان تتخيلوا من عام 1996 إلى يومنا هذا لا أحد يعرف هل ” يشيل ” حي أم ميت  إن كان حيا، لماذا لا يظهر ويرد على كل الاتهامات الموجه اليه ” فلربما لن يلقى عقابا، لكونه سيجيب لقد امروني بالتنفيذ ونفذت .

” وان كان ميتا ، لماذا لا يتم عرض جثته او قبره على الاقل ، هل يعقل أن الاستخبارات التركية عاجزة فعليا من معرفة مصير ” يشيل” منذ 1996 الى يومنا هذا .

ظهور ” يشيل” يعني فك شفرات العديد من الاحداث المظلمة التي حدثت في التسعينيات والتي معظمها اتهم ” يشيل” بتنفيذها .

يشيل هل حيا ام تمت تصفيته؟!

يشيل يعتبر صندوق اسود للدولة العميقة، فهل تمت تصفيته أم لازال على قيد الحياه لا احد يعرف .

– ضابط الاستخبارات التركي ” محمد ايمور” والذي استخدم يشيل في عدة مهمات يقول: أنه يتوقع ان يشيل قد تم قتله ، لكن الناس الى اليوم لا تصدق هذه الرواية.

– ضابط الاستخبارات التركي المتقاعد ” İsmail pekin قال في عام 2018 على قناة Haber türk أن لديه معلومات تفيد بأن يشيل لازال على قيد الحياة ، ولكنه رفض عن الافصاح عن مكان وجوده، وقال لا اعرف اين يوجد، ولست مضطرا لتقديم تفاصيل اكثر .

الغريب انه بعد تصريح ” اسماعيل بكين” خرج بعدها فورا مدير الشرطة المتقاعد Hanfi avcı ويرد:بأنه لا يصدق بان يشيل لازال حيا، وان كل الادعاءات حول وجوده على قيد الحياة هي مجرد اوهام وكذب وانه يعتقد ان يشيل تمت تصفيته من قبل الاشخاص الذي يعمل معهم،لانه لو تحدث فسيغرق الجميع .

– يقول مراد يلدريم ابن ” يشيل” ان والده لم يكن يزورهم سابقا سوى مرة واحدة في السنه وانه بعد 1996 انقطعت الاخبار والتواصل معه، ويقول اعرف ابي جيدا، انه شخص عنيد جدا، ولو وضعوه في غرفه وقالوا له ابق هنا عشر سنوات لكي تعيش ، لما خرج من تلك الغرفة ابدا، ولدي امل بان ابي لازال حيا .

ولو كان يقتضي الامر بعدم تواصله معنا لفعل ذلك

يشيل . ماذا كان يحب سماعه؟

اما عن اكثر شي يحب سماعه والده ،فيجيب ابنه : أبي كان يمتلك شريطين فقط وسيتمع لهما دوما، احدهما لعبد الباسط عبد الصمد والاخر ، لصوت الاشتباكات واطلاق الرصاص .

محاولات لمعرفة يشيل

_في عام 2015 قامت الشرطة التركية بفتح قبر يشتبه بكونه ليشيل . _ لكن تحليلات DNA اظهرت ان الشخص ليس هو يشيل . ” ولازالت الشرطه تبحث عن اثر له ، وكأن الظهر انشقت وابتلعته .

يشيل والدراما التركية

” لقد كانت قصة يشيل احد أغرب القصص في تركيا لدرجة انها اصبحت مادة دسمة لصناع الدراما في تركيا . ” فقد ظهرت شخصية يشيل في عدد من المسلسلات التركيه ابرزها kurtlar vadisi بشخصية ” كارا” الرجل الاسود.

كذلك ” مسلسل isimsizler الذي خصصه لشرح قصة ” يشيل” داخل تنظيم ppk . ” ليبقى السؤال الأبرز… هل حقا مات يشيل ام لازال حيا، ولماذا لم يظهر ان كان حيا، ولماذا لم تظهر جثته ان كان ميتا ؟

يشيل والاعلام

رغم اختفاء يشيل منذ عشرات السنين لم يسلم من فضول الاعلام ، ففي عام 2013 قالت قنا Oda tv المعارضه تقريرا أن يشيل تم مشاهدته في ادلب اثناء نقل السلاح برفقة الجيش الحر، وكان برفقة مفتي ادلب السابق ” رضوان حمودي”>

https://odatv4.com/yesil-suriyede-goruldugu-2609131200.html

ايضا في عام 2013 نفسه خرج رئيس دائرة الاستخبارات السابق Korkut Eken وقال بالحرف الواحد . ” أن يشيل لازال على قيد الحياة… وأطلب منه أن يخرج ويشرح للرأي العام الاحداث الغامضه التي حدثت في التسعينيات .

أبرز القصص والروايات التي تنتشر حول ” يشيل”

قصته في التحقيقات مع المتهمين ، حيث يقال أن يشيل كان داهيه، ويتمتع بذكاء فائق، وقلب قاسي في احد الأيام تم القبض على سبعة ارهابيين من حزب العمال بينهم جاسوسين اسرائيليين اثناء اجتماع سري واثناء التحقيقات عجز المحققون عن انتزاع اعتراف

فقدم يشيل وتحدث مع الاول بكلمتين، ولما سمع صوته اطلق النار عليه، وقتل المتهم الثاني وتجاوز الثالث وقتل المتهم الرابع وتجاوز الشخص الخامس وقتل الشخصين الاخيرين فكان المحققون في حيرة من فعلته فرد “ان طبيعة الجبال حارة، ومن يعيشون فيها يكونون ذا صوت وسيع، لهذا الشخصين لا يبدو عليهم ذلك” .

كذلك قصة ذهابه مع فريق Jitem من طريق ديار بكر وقطع pkkلحافله ركاب في الليل وسخريتهم من ركاب الحافلة بالقول:هنا مقرنا لا تسري قوانين تركيا هنا. اين دولتكم الان واطفاء يشيل وفريقه لانوار سيارتهم والاشتباك مع العناصر وقتلهم..وانقاذ ركاب الحافلة ورد عليهم: هاي دولتكم هنا تحميكم

هناك قسم من الأتراك لا زال يؤمن بنظرية المؤامرة وأصبح لديهم هوس كبير جدا، لمعرفة مصير ” يشيل”،  بل أن بعضهم ذهب ابعد من ذلك بكثير، لروايات سخيفة مفادها: أن Ali kemal özcan محامي عبدالله اوجلان الحالي…. هو نفسه الاستخباراتي yeşil . واستدلوا بذلك على الشبه الكبير بين الرجلين .

إختفى يشيل وإختفت الكثيرمن الحقائق معه ليبقى تساؤل الأتراك، هل يشيل حي أم ميت ، لماذا أصبح يشيل مطلوبا أمنيا، وهل اصبح شماعه ترمى عليه الجرائم ، إن كان حيا، لماذا لا يخرج ويجيب على كل التساؤلات، هل قام بتغيير هويته ووجهه حقا كما فعل سابقا .

“أصدقائي..رأيكم وتفسيركم للقصه يهمنا.!

محمد جنبكلي – ترك ميديا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى