مقالات

بين الروس والأمريكان .. ماذا يُراد لدرعا؟ 

تعلم اللغة العربية بالتفاعل

بين الروس والأمريكان .. ماذا يُراد لدرعا؟ 

خاص ترك ميديا – عبد الفتاح ابو طاحون 

وسط أجواء الترقب التي تفرضتها مدينة درعا على الحالة السورية برمتها، وعلى الوضع الإقليمي القريب بشكل عام ـ يصعب التكهن بمآلات القادم، وإن توفرت دلائل للإستقراء..

ماذا يراد لدرعا في ظل زيارة العاهل الأردني للعاصمة الروسية موسكو عقب رجوعه من زيارته لواشنطن؟!!! 

لا شك مخرجات لقاء واشنطن ستكون من أهم مجريات لقاء موسكو ..

الملف الأهم الذي برز من لقاء واشنطن هو ملف الكهرباء الأردنية إلى لبنان عبر درعا. 

إذا ما ذكرنا ابلاغ الجانب  الامريكي للعاهل الأردني موافقته على عملية الإمداد.

الوضع الإقليمي القريب في الحالة اللبنانية هو أن النظام اللبناني يترنح ويعيش حالة إقتصادية منهارة، سيما أزمة الوقود، وما إليه من انهيار للعملة أفقدها تسعون بالمئة من قيمتها.

وبات الوضع في لبنان كارثي على كل المستويات في ظل الفساد المستشري وعربدة جهات بعينها على الدولة.

فإلى جانب ملف الكهربا في حقيبة الملك عبد الله يتواجد ملف أزمة درعا وقضية حصارها ونية النظام في إجتياحها، ومخاوف الجانب الأردن من أزمة لاجئين جديدة تتحرك باتجاه حدوده ومدنه.

لكن السؤال الذي يفرض نفسه اليوم لماذا خلط الملفات ببعضها. أزمة الكهرباء في لبنان ليست أزمة ملحة سيما بوجود ثلاث سفن تركية مولدة للكهربا في المياه اللبنانية، وتمد السوق اللبناني بحوالي أربعين في المئة من متطلباته، وقابلة للزيادة، هل يُراد للكهرباء الأردنية أن تحل محل الكهرباء التركية ؟!!.. هل هذه رغبة أمريكية نابعة من خوف أمريكي من نفوذ تركي في لبنان !!..

والرغبة الأمريكية سبقها أداء لبناني غير متزن وغير مسؤول في حق الشركات التركية أدى إلى تفاقم الأزمة مع الجانب التركي، سيما تراكم مستحقات الشركات التركية. لا شك يتعدى الإستثمار الإقتصادي التركي إلى الإستثمار السياسي، سيما نية الإدارة التركية الواضحة في مزاحمة النفوذ الإيراني  في المناطق القريبة، ومنها لبنان.

وهنا سؤال جدير بالطرح هل الإدارة الأمريكية حريصة على استمرار النفوذ الإيراني في لبنان الذي يقع على مقربة من الكيان الإسرائيلي ولا ترغب بمزاحمة نفوذ تركي له؟!! وبناء عليه هل ترضى أسرائيل ومن ورائها حلفاؤها في القوى الدولية أن تتمركز إيران بمليشياتها ومستوطنيها (الشيعة) في محافظة درعا، بتغيير ديمغرافي على حساب السكان الأصليين (السنة) يصل إلى جنوب لبنان (الشيعي) مشكلاً حزاماً شيعياً يحيط بكل شمال اسرائيل في الجنوبين اللبناني والسوري .. ألا يوجد عداء معلن بين اسرائيل وايران؟!!. لماذا يسمح للتواجد الإيراني بمجاورة اسرائيل؟!! .. المعروف أن اسرائيل تدرب طياريها على أهداف عسكرية حية فوق الوجود العسكري الايراني في سوريا دون أي ردود تذكر، ودون أي رادع محتمل، وتستثمر نتائج هجماتها عليه سياسياً في الداخل الإسرائيلي وتوظفها في مواسم الإنتخابات وغيرها..

والمفارقة أن الجانب التركي على علاقة طبيعية مع الكيان تشمل إعتراف متبادل وتعاونات، وتمثيل دبلوماسي، بينما الجانب الإيراني على (عداء) معلن مع اسرائيل، وعليه فإنه من المفترض أن تكون المخاف الأمريكية والإسرائيلية من النفوذ الإيراني في لبنان وليس من التركي، ومن سفن الوقود الإيرانية إلى لبنان وليس من سفن الكهرباء التركية.. ويجب أن تكون درعا حسب التسوية القادمة التي بات يتكلم عنها الروس بجدية تتبع المناطق المحررة ضمن النفوذ التركي. لماذا تتسارع المساعي لجعلها منطقة نفوذ إيراني يشمل إستيطان وتغيير ديموغرافي وتواجد عسكري؟!!..

مع دخول الكهرباء الأردنية إلى لبنان لن يكون استثناء تطلع النظام للإستفادة منها لصالحه ولترميم وضعه الإقتصادي المنهار.

المصدر: ترك ميديا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى