مقالات

خفايا انقلاب 28 شباط 1997 في تركيا

تعلم اللغة العربية بالتفاعل

خفايا انقلاب 28 شباط 1997 في تركيا

ترك ميديا

الكاتب: محمد اردوغان
بدأت القصة مع فوز “حزب الرفاه” بقيادة المرحوم نجم الدين اربكان بأعلى نسبة من الأصوات في الانتخابات البرلمانية 1995.
لكن تلك النسبة لم تمكنه من تشكيل الحكومة لوحده فتحالف مع حزب “الطريق القويم” بقيادة تانسو جيلر لتشكيل الحكومة وتولي أربكان رئاسة الوزراء وتانسو جيلر وزارة الخارجية.
وبمجرد توليه الحكم بدأت التهديدات العسكرية بسبب توجهه الاسلامي.
في 25.10.1996 أنشأ اربكان مجموعة D-8 بمشاركة رؤساء وزراء الدول ضمت الدول الاسلامية ذات الدور البارز في المنطقة للتصدي لمجموعة G-8 التي تضم دولا غربية. ضمت المجموعة الى جانب تركيا، إندونيسيا وماليزيا وبنغلاديش وباكستان وإيران ومصر ونيجيريا لتبادل التجارة والتكنولوجيا والأسلحة اولا ثم ضم بقية الدول الاسلامية وتوحيد العملة.
ليتم في مرحلة ثانية ضم دول مضطهدة ودول فقيرة أخرى بحيث يصل تعداد الدول الى 60 دولة.
وفي مرحلة ثالثة بعد تهيئة البنية التحتية وتقويتها يتم ضم دول مضطهدة أخرى ودول فقيرة في الاتحاد دون شرط الدين (دولة مسلمة او غير مسلمة).
كان الهدف الرئيسي تحقيق العدالة والسلام والازدهار للعالم وانهاء استبداد القوى الإمبريالية.
قدم نجم الدين أربكان العملة الموحدة في المؤتمر الصحفي قائلا: “هذه الأموال أقوى وأخطر من القنبلة الذرية”.
وعرض كتابة عبارة “البيع حلال والفائدة ممنوعة” باللغتين العربية والإنكليزية على العملة.
كانت تلك الأموال ستؤدي إلى انهيار الدولار والفائدة ونظام الاستغلال الذي يأسر العالم.
تم على إثر مؤتمر D-8 اما اغتيال او عزل كل المشاركين فيه.
– عزل نجم الدين أربكان في 28 فبراير 1997 عبر انقلاب عسكري قاده العلمانيون.
– اقالة نواز شريف رئيس وزراء باكستان وبينظير بوتو، رئيسا وزراء باكستان أنذاك.
– عزل الرئيس الإيراني رفسنجاني في 2 آب1997 ومنعه من المشاركة في الانتخابات.
– سجن حسينة رئيسة وزراء بنكلادش.
– انهيار اقتصاد اندونيسيا فأُجبر الرئيس سوهارتو على الاستقالة في عام 1998.
– اغتيال وزير الطاقة الذي وقع مشروع D-8 نيابة عن دولة نيجيريا.
– اسقاط الحكومة في ماليزيا نتيجة الأزمة الاقتصادية.
– اقالة رئيس مجلس الوزراء المصري الجنزوري من منصبه.
ملاحظة: بغض النظر عما فعله هؤلاء الرؤساء في دولهم وما كانت توجهاتهم أمام شعوبهم الا انني اريد شرح هدف اربكان في الوقوف ضد الهيمنة الغربية وترسيخ هدفه في تشكيل حلف مستقل اقتصاديا وتبادل الخبرات العسكرية والتكنولوجية والاقتصادية للاجيال الاسلامية.
الحجة التي كان يرددها دائماً العلمانيون لاسقاط اربكان هي شعار “العلمانية تفلت من يدنا”.
ولكن في الحقيقة ما هدده مشروع اربكان أرباح نظام الهيمنة الغربية من سيطرته على المسلمين الى جانب تهديده لمشروعهم العلماني طبعا.
بعد ملاحظتها للتغيرات التي يقوم بها المرحوم اربكان عزمت القوة العلمانية التابعة للهيمنة الامبريالية على الاطاحة بحكومة منتخبة من قبل الشعب لذلك في
28 شباط 1997، أصدر مجلس الأمن القومي في تركيا سلسلة قرارات بضغوط من كبار قادة الجيش بدعوى حماية علمانية الدولة من”الرجعية الدينية”، ما تسبب في الإطاحة بالحكومة الائتلافية آنذاك.
وقد قال قائد القوات البحرية جوفين إركايا، الذي قاد انقلاب 28 شباط “الرجعية أخطر من الارها*ب(بي*كا*كا)”.
فمن بين الاوراق التي استخدمها العلمانيون للاطاحة بأربكان؛ الجماعات المتطرفة التي ظهرت انذاك فحُسبت على حكومة أربكان رغم انه كان دائما يدعوهم للتعقل وعدم التهور ولكن لم يصغوا له لانهم كانوا اداة العلمانيين.
وظهور جماعة “أجيز مندي” الدينية المتطرفة التي أظهرت عدائها للعلمانية وآتاتورك في 23 تشرين الأول/ أكتوبر عام 1996 قد أعطى بعدا مختلفا لمجريات الأحداث، فبعد شهرين من هذا التاريخ تم القبض على زعيم هذه الجماعة “مسلم غوندوز” في منزل إمرأة تدعى “فاطمة شاهين”، ونُقِلت عملية القبض هذه على التلفزيونات بشكل مباشر وضج الإعلام بهذه الحادثة التي وضعت الفئة المتدينة موضع الشك والشبهات، ثم ظهر رجل يدعي التدين يدعى “علي كالكانجه” لينضاغ ذلك للحادثة السابقة.
ووجه أعضاء مجلس الشورى العسكري انتقادات للحكومة بسبب ما سموه “الأنشطة الرجعية الاسلامية”.
كان من أبرز قرارات اجتماع المجلس القومي التركي
1- حماية مبدأ العلمانية الذي هو من المبادئ الأساسية للجمهورية التركية ووجوب وضع لوائح جديدة إذا اعتبرت القوانين الحالية غير كافية من الناحية العملية.
2. وضع المؤسسات والمدارس الخاصة المرتبطة بالجماعات الدينية تحت سيطرة الهيئات المرخصة من الدولة وتحويلها إلى وزارة التربية.
‎3- ترسيخ محبة اتاتورك لدى الاجيال الجديدة
‎4- اعفاء كل من له توجه ديني او منتسب لاي جماعة اسلامية من وظيفته في القوات المسلحة التركية ومنعه من العمل في دوائر أو مؤسسات الدولة الأخرى.
‎5- محاسبة الجهات الرسمية التي تستعمل في خطاباتها كلمة “الأُمة” بدلاً من استخدامه كلمة “الشعب”
‎6- محاسبة كل من يسيء لاتاتورك حسب المادة 5816 في الدستور
7-تحويل مدارس الأئمة والخطباء إلى مدارس مهنية.
8- عزل العسكريين المشتبه بمشاركتهم بأنشطة رجعية ( رجعي = اسلامي)
9- حظر الحجاب بشكل رسمي ومنع حتى العجائز من الاستظهار بوثيقة بالحجاب للعلاج.
10 .‎اغلاق والتشديد على التجمعات التي يُقرأ فيها القرار الكريم
‎11. حل حزب الرفاه بقيادة اربكان وتنحيه عن
الحكم
‏لما تم حل حزب الرفاه وفرض حظر سياسي 5 سنوات على أربكان، وعدد من قيادات الحزب
زعم الانقلابيون أن تأثيرات هذا الانقلاب السياسية ستستمر لألف عام لكن بفضل دهاء وحنكة أربكان الذي تظاهر بعداءه لأردوغان ليمهد له الطريق فاز حزب العدالة والتنمية في 2001 آثار انقلابهم في غضون 4 سنوات من الظلم والبطش بالمتدينين والمحجبات.
“ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين”
رحم الله اربكان وشد ساعد أردوغان ومن سلك طريقهم التي خطت بالتضحيات لنصل لما نحن عليه اليوم.
المصدر: صفحة الكاتب على الفيسبوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى