الدولة العثمانية

الخلافة العثمانية ودورها في نشر الإسلام

تعلم اللغة العربية بالتفاعل

تأسست الدولة العثمانية في بداية القرن الرابع عشر علي يد عثمان الأول ابن أرطغرل إذ كانت مجرد إمارة صغيرة داخل حدود العالم الإسلامي تعتمد على الغزو ضد الصلييبن، وبدأت هذه الإمارة في التوسع شرقا بشكل تدريجي، وضم العديد من الأراضي لصالحها، وأصبحت بذلك أقوى دولة في العالم. فما هو دور الخلافة العثمانية في نشر الإسلام؟

إن الدور الذي قامت به الدولة العثمانية بعدما تحولت من دويلة صغيرة إلى خلافة تسعى إلى توحيد العالم الإسلامي تحت راية واحدة ومنهج واحد وأصبح لها دورا مهما في نشر الإسلام وإصاله لدول أوروبا، إضافة إلى تقديم خدمات جلية وواضحة للعالم العربي وللمسلمين بشكل عام، ومن ذلك حماية الشرق العربي والإسلامي من الغزو الإستعماري بحيث واجهت جميع الهجمات وتصدت للمخططات ومنعت تغلغل المستعمر وتنفيذ مخططاته داخل الحجاز، وكذلك الدفاع على المقدسات الإسلامية وعلى رأسها حماية الكعبة المشرفة والمسجد النبوي، ثم استئناف الزحف تجاه بيت المقدس والاستيلاء على المسجد الأقصى.

اقرأ أيضًا: عبد الحميد الثاني.. إطلالة على أحد أهم سلاطين الدولة العثمانية

وعموما لقد كان للخلافة العثمانية دورا عظيما في نشر الإسلام وحمل رايته إلى العالم كله وإلى جنوب شرق أوروبا بالتحديد، كما قامت برعاية المسلمين وتوفير جميع الإحتياجات التي سهلت نشر الإسلام في أوروبا، ويتضح ذلك من حجم وكثرة المساجد التي لا زالت موجودة في أوروبا وغيرها من الأثار الإسلامية، كما أن من المجهودات الكبيرة والعظيمة التي قامت بها الدولة العثمانية هو كفالتها للحرية الدينية مما أدى إلى اتساع نطاق الإسلام.

عظمة الدولة العثمانية انتهت بوفاة السلطان سليمان القانوني حيث فتح الطريق من بعده لاستلام السلاطين الضعاف زمام أمور الدولة، في الوقت الذي كان هناك العديد من الأخطاء التي تفشت في جسد الخلافة العتمانية

فقد كان سلاطين الدولة العثمانية يعتمدون الألقاب الدينية بجانب أسمائهم مثل لقب حامي “الحرمين الشريفين”، ولقب “الخليفة”، كما حرصوا على تطبيق الشريعة الإسلامية تطبيقا صارما بحذافيرها، فقد كان الدين والدولة عندهم أمر واحد، والقرآن الكريم والسنة النبوية هما المصدران الأصيلان لسياستهم، وكان الطابع الإسلامي يأخذ مكانة في تشريعات الدولة وفتوحاتها.

“العثمانيون والفتوحات الإسلامية”

اتخدت الفتوحات العثمانية الأولى شكل حملات موجهة إلى الشمال، تستهدف بلوغ البحر الأسود وبحر مرمرة، وغيرها من المناطق، ومن ذلك الوقت واصل عثمان الأول مسيرته وجهوده في فتح القلاع بإسم الإسلام ضد الكيانات المسيحية المجاورة له، كما أن “مراد الأول” ثالث أمراء آل عثمان تمكن من هزيمة القوى النصرانية في مناطق البلقان ونقل العاصمة من “بروسه” إلى “أدرنه” التي عمرت بالمساجد والمدارس، وبذلك استولى الجيش العثماني على العديد من مدن شرق أوروبا ،ومن أبرزها صوفيا عاصمة بلغاريا، واستمرت الفتوحات الإسلامية نحو أوروبا بذريعة نشر الإسلام.

اقرأ أيضًا: آثار الدولة العثمانية حول العالم ومساعي تركيا للحفاظ عليها

وجاء بعد ذلك الفتح العظيم فتح “القسطنطينية” عاصمة الدولة البيزنطية مصداقا للحديث النبوي الشريف “لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش” .فبعد هذا الفتح المبين، أمر محمد الفاتح أن يؤذن فيها، كما حول الكنيسة آيا صوفيا إلى مسجد وأطلق على القسطنطينية اسما إسلاميا جديدا هو “إسلامبول” بمعنى عاصمة الإسلام.

إن هذا الدور الذي قامت به الإمبراطورية العثمانية في نشر الإسلام وحمل رايته كان له أثرا إيجابيا على كافة الأطياف ،بحيث قامت بتطبيق تعاليم الإسلام الذي ينص على نشر هذا الذين في الآفاق مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم “بلغوا عني ولو آية”، فأخذ السلاطين العثمانين بمجمل هذه الأحاديث والآيات التي نصت على إظهار الحق ونبذ الجهل فباشرو في تطبيقها، ومن هنا صارت الخلافة العثمانية هذفا لأعداء الإسلام من الصليبيين واليهود، الذين أخذوا يتآمرون عليها، ويكيلون لها الضربات.

واتفق المؤرخون على أن عظمة الدولة انتهت بوفاة السلطان سليمان القانوني حيث فتح الطريق من بعده لاستلام السلاطين الضعاف زمام أمور الدولة، في الوقت الذي كان هناك العديد من الأخطاء التي تفشت في جسد الخلافة العتمانية، وتسبب ذلك في انهيار بنيانها، وأضحى التهديد العثماني ينقرض من جديد، بعد أن انتشر الظلم وأصبح العلماء ألعوبة بيد الحكام الجائرين.

وفي الختام إن ما يقال عن العثمانين من أنهم استغلوا الإسلام كذريعة للوصول إلى أهدافهم، فهذا كلام عار عن الصحة، لأن التاريخ العثماني تعرض لتشويه والتزوير والتشكيك من طرف اليهود والمسيحين والعلمانين، والأصح أن الخلافة العثمانية كان هدفها الرئيسي هو إيصال الحق للبشرية وإخراج الناس من الظلمات إلى النور كما حرص العثمانيون على تحكيم شرع الله تعالى في كل شيء، كما أن آثاره الدنيوية والأخروية ظهرت على المجتمع العثماني منها، الاستخلاف والتمكين، الأمن والاستقرار؛ انتشار الفضائل وانكماش الرذائل وغير ذلك من الآثار، والذي يستفاذ من هذا كله أن الخلافة العثمانية كانت وستظل رمزا شامخا يعتز به كل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، كما أن تركيا في عصرنا الحالي بدأت تعطي اعتبارا لهذا الذين بعد أن قضت عليه العلمانية بسقوط الخلافة، ونرى ذلك من خلال دفاع الحكومة الحالية عن المقدسات الإسلامية وتقديم المساعدة للمسلمين في مختلف مناطق العالم حتى أصبح يطلق عليهم باسم “العثمانيون الجدد”.

ترك ميديا

المصدر: الجزيرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى