بورتريه تركي

مصطفى كمال أتاتورك

تعلم اللغة العربية بالتفاعل

مصطفى كمال أتاتورك

ترك ميديا

مؤسسُ تركيا الحديثة وبطلُها القوميّ برز -على أنقاض الخلافة العثمانية-قائداً عسكرياً وزعيماً سياسياً، وتبنى علمانية غربية الطابع والقوانين والهوى، وحارب شعائر الدين ومنع الأذان باللغة العربية وألغى الحرف العربي، وكاد يقطع ماضي الترك عن حاضرهم.

 

المولد والنشأة

ولد مصطفى علي رضا عام 1881 بمدينة سالونيك اليونانية التي كانت تابعة آنذاك للدولة العثمانية وكان أبوه موظفاً بسيطاً.

 

الدراسة والتكوين

تلقى تعليمهُ العسكريّ في سالونيك ثم في موناستير في مقدونيا، وفي عام 1905 تخرّج ضابطاً في الجيش التركي برتبة نقيب.

 

التجربة العسكرية

خاض حروباً عدة ضمن الجيش العثمانيّ في ألبانيا وطرابلس، وقد أبلى بلاءً حسنا في تلك الحروب، فرُقيّ إلى رتبة جنرال عام 1916.

 

التجربة السياسية

انتهت الحرب العالمية الأولى بهزيمة الدولة العثمانية المرهقة واحتلال أجزاء واسعة من الأراضي التركية. وقد تهيأت الظروف لأتاتورك ليكون بطلاً قومياً ومحرراً وطنياً، وليبني أمجاده على أنقاض الخلافة العثمانية.

استقال من الجيش ونظم في مايو/أيار عام 1919 قوات التحرير التي قاتلت اليونانيين والبريطانيين والفرنسيين والإيطاليين تحت قيادته، حتى تمكن قبل نهاية صيف 1922 من طرد القوات المحتلة من بلاده.

وخلال معارك التحرير وتحديدا في ربيع عام 1920 أسس مصطفى كمال المجلس الوطني العظيم في أنقرة من ممثلي القوى الشعبية المشاركة في حرب التحرير ليتحول إلى حكومة موازية لسلطة الخليفة العثماني في إسطنبول، وفي عام 1921 أصدر المجلس ما سماه القانون الأساسي الذي تزامن صدوره مع إعلان النصر وتحرير الأراضي التركية في صيف 1922.

وفي يوليو/تموز من عام 1923 وقّعت حكومة مصطفى كمال معاهدة لوزان التي كرّست قيادته لتركيا باعترافٍ دوليّ، فأعلن في 29 أكتوبر/تشرين الأول 1923 من العام نفسه ولادة الجمهورية التركية وألغى الخلافة، وجعل أنقرة عاصمة للدولة الجديدة بدلا من إسطنبول وبدأ سلسلة إجراءات استمرت بضع سنوات.

انصبّ اهتمامهُ في البداية على المظاهر والأشكال فمنع لبس الطربوش والعمامة وروج للّباس الغربيّ، ثم منع المدارس الدينية وألغى المحاكم الشرعية، وأزال التكايا والأضرحة وألغى الألقاب المذهبية والدينية، وتبنّى التقويم الدولي، وكتب قوانين مستوحاة من الدستور السويسري.

وفي عام 1928 ألغى استخدام الحرف العربي في الكتابة وأمر باستخدام الحرف اللاتيني لقطع ارتباط تركيا بالشرق والعالم الإسلامي.

يذكر له الأتراك المعجبون به أنه أسس دولة فتية قوية، وصنع للأتراك مجداً مؤثّلا. لكن خصومه يشددون على أنه حارب الدين والتدين وفرض نظاما علمانياً شديد التطرف شديد الغلو، وأقام دكتاتورية تدّعي الحداثة وتزعم التقدم.

وقد ربط أتاتورك تقدم البلاد وتطورها بالتخلي عن الهوية الإسلامية تاريخاً وممارسة، ولذلك فالعلمانية الكمالية لم تكتف بفصل الدين عن الدولة لكنها سيطرت على الممارسة الدينية ومنعت كل مظاهر التدين بإجراءات قانونية تحميها مؤسسات الدولة وأبرزها الجيش.

 

وفاته

بدأت الحالة الصحية لأتاتورك في التدهور منذ عام 1937، وبعد مضي عام واحد اكتشف أنه يعاني من تشمع الكبد، فاستدعى الأطباء من أوروبا؛ لكن الأدوية التي قدمها له كل من الأطباء الأتراك والأجانب لم تجد له نفعًا.

توفي أتاتورك في إسطنبول بقصر دولمة بهجة في تمام الساعة التاسعة والخمس دقائق صباح يوم الأربعاء العاشر من نوفمبر عام 1938.

وشُيعت جنازته حتى أنقرة بموكب مهيب ووُضِع جثمانه في مقبرة بمتحف أتنوجرافيا بأنقرة بمراسم حافلة تمت في أنقرة في الحادي والعشرين من نوفمبر عام 1938، وبعد خمسة عشر عامًا في العاشر من نوفمبر عام 1953، دُفن في مقبرة النصب التذكارى الخالد (آنت كابير) الذي شيد خصيصًا له، وبعد وفاته بخمسة أعوام منحه البرلمان التركي لقب أتاتورك (أبو الأتراك) اعتزازاً به وتخليداً لذكراه.

 

المصدر: ترك ميديا

زر الذهاب إلى الأعلى