تقارير

“صفران بولو”.. محمية تاريخية تأخذك إلى أعماق الحضارة العثمانية

تعلم اللغة العربية بالتفاعل

تستهوي مدينة “صفران بولو” بولاية “قرابوك” المطلة على البحر الأسود شمالي تركيا، السياح من مختلف أنحاء العالم وتصطحبهم في رحلة عبر الزمن، الى أعماق الحضارة العثمانية، في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين.

وتشتهر صفران بولو بمنازلها العثمانية المميزة كالقصور والنزل والحمامات التركية والمساجد والنوافير والجسور، التي بنيت في المدينة خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وأوائل القرن العشرين.

كما تتمتع المدينة بتخطيط عمراني مميز، بينما تبذل بلديتها جهودا حثيثة منذ سنوات من أجل الحفاظ على المباني التاريخية والثقافية، وضمان انتقالها للأجيال القادمة.

أقرأ أيضا : “جنة طيور باليكسير”.. منتزه وطني ومحمية طبيعية تركية

وتضم صفران بولو ألفا و125 مبنى من أصول تركيا الثقافية والطبيعية البالغ عددها نحو 50 ألفًا، ما دفع بلدية المدينة منذ 12 يونيو/ حزيران 1975 إلى العمل على حماية المباني التاريخية في المدينة والحرص على رعاية تراثها التاريخي والثقافي.

كما أطلقت البلدية أعمال الترميم لاسيما في المواقع التي أعلنتها وزارة الثقافة والسياحة التركية في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 1976 كـ “مواقع تاريخية وطبيعية”.

تعتبر صفران بولو واحدة من بين 20 مدينة حول العالم أعلنتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، أفضل المدن التاريخية المحمية، وبحسب أرقامٍ رسمية تمكنت المدينة من جذب أعداد كبيرة من السائحين الأجانب والمحليين خلال الأعوام الماضية.

وفي 17 ديسمبر/كانون الثاني 1994، أدرجت اليونسكو “صفران بولو” على قائمتها للتراث العالمي، ضمن أفضل المدن التاريخية المحمية في العالم، ومنذ ذلك التاريخ باتت المدينة قبلة مهمة يتوجه إليها السياح من الداخل والخارج، ليصل عدد زوارها خلال العشرين عاما الماضية إلى 8 ملايين و262 ألفًا و792 سائحًا.

– الحي التاريخي يأخذ ضيوفه في رحلة عبر الزمن

وتقع منازل المدينة وسط مجموعة من المساجد والحمامات والخانات والجسور التاريخية المبنية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين، ومطلع القرن العشرين، ما يجعلها متحفا مفتوحا لما بها من أثار تاريخية كثيرة.

ونتيجة للجهود المبذولة لحمايتها، جذبت المنطقة التاريخية في وسط المدينة والتي تم إدراجها في قائمة التراث العالمي في 17 ديسمبر/ كانون الأول 1994، كما جرى لاحقا تصنيفها بين “الأوائل” كأفضل 20 مدينة محمية في العالم.

وتستضيف مدينة صفران بولو، والتي تعرف أيضًا باسم “متحف الهواء الطلق” و”عاصمة الزعفران” و”الحاضرة العثمانية”، أكثر من مليون سائح محلي وأجنبي سنويًا، تأخذهم في رحلة عبر الزمن الى أعماق الحضارة العثمانية.

– صفران بولو نهر ثقافة يتدفق من قلب تركيا

وقال الباحث والمؤلف التركي آيتكين آيتكين، الذي يجري أبحاثا حول صفران بولو ولديه العديد من الكتب عن تاريخ المدينة، إن القرار الذي اتخذته بلدية المدينة عام 1975 من أجل حماية التراث التاريخي والثقافي في صفران بولو، كان قرارا تاريخيًا ساهم في حماية المدينة.

وأضاف آيتكين، في حديث مع الأناضول، أن قرار حماية التراث التاريخي والثقافي الذي تم اتخاذه قبل 46 عامًا، جاء في مرحلة لم يكن فيه الوعي بالثروة الثقافية والطبيعية عمومًا قد تشكل بعد.

وأشار آيتكين أن وقف أعمال الإصلاحات والإنشاءات العشوائية في المدينة ساهم في حماية تراثها الثقافي والتاريخي.

كما لفت أن تجربة صفران بولو الرائدة في مجال حماية التراث الثقافي والتاريخي سرعان ما انتشرت في باقي المدن التركية، ما خلق وعياً حول أهمية الحفاظ على التراث التاريخي ونقله إلى الأجيال القادمة.

وختم آيتكين قائلًا: “لقد شكلت تجربة صفران بولو منعطفًا مهمًا في مجال حماية التراث الثقافي والتاريخي في تركيا. أستطيع القول أن هذه المدينة هي عبارة عن نهر ثقافة يتدفق من قلب تركيا ويشكل مصدر إلهام لجميع المدن التاريخية”.

قرابوك _ ترك ميديا

المصدر : الاناضول 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى