مقالات

شرقي الفرات واخر الدواء الكي

تعلم اللغة العربية بالتفاعل

شرقي الفرات واخر الدواء الكي

أحمد الحسين – كاتب سوري

عودتنا تركيا بسياستها القائمة الى الوقوف مع المظلوم ومع مطالب الشعوب في العيش بحرية وكرامة وإنسانية، ولأن الوجود التركي في سوريا والأهداف التركية النبيلة، والتي تتحلى بها أنقرة خلافاً لجميع الأطراف الأخرى، والخالية من أي أطماع سياسية في الدول المجاورة، تكسبها القوة في صنع القرار في المنطقة، وتجعلها الجهة الوحيدة المدافعة عن حقوق الشعب السوري في الفترة المقبلة،

فالبعض لا يستطيع ان يميز بين تدخل تركيا في سوريا وتدخل غيرها.

فالتدخل التركي جاء متأخر كرد فعل على الأزمة ومن اجل ردع فئات ترغب في تمزيق المنطقة وتعاون مع الجيش الحر وهو سوري إضافة الى إغاثة السوريين اما تدخل الآخرين فكان تدخل مرتزقة لمساعدة نظام طائفي قاتل وممزقا للمنطقة،

لكل من يقف ضد العمليات العسكرية التركية في شرقي الفرات لا يعلم ان هناك 400 ألف مهجر من المناطق التي احتلها pyd يحلمون بالعودة لبيوتهم بينهم 250 ألف في الخيام في هذا البرد للشتاء الخامس على التوالي.

اقرا ايضا: وزير الدفاع التركي: نتابع بدقة التطورات شمالي سوريا

يريدون العودة بأي ثمن، وكلهم بالكامل مع عملية عسكرية ضد من هجرهم وربما لن يمانع أحد منهم أن تكون عقوبة مرتزقة قسد هي الخازوق والحرق والسحل في الشوارع.

ليس فقط لأن هذه العصابات مثلت بجثث أبنائهم، بل أيضاً لأنهم اضطروا للعيش لسنوات في مستنقع طين شتاء وفي فرن صيفاً ولأنهم رأوا الأم الباكية التي ما زالت تحضن بقوة جثة رضيعها الذي مات من البرد عله يدفئ ويعود للحياة أو سمعوا بها على الأقل.

يعرفون أنك لا تهتم لرأيهم بالعملية العسكرية ولم تفكر للحظة بينك وبين نفسك برأيهم فهم ينتمون لتلك الأكثرية التي اعتادت القصف والموت والتهجير وعيشة الخيام وقد لا يُشملون ببالك عندما تنادي بسلامة المدنيين..

وهم أيضاً لا يهتمون لإنسانيتك الانتقائية العنصرية الطبقية ولمرضك النفسي المتمثل بالتركوفوبيا فببساطة هم من يأكلون العصي وهم يدركون أن أمريكا غدرت بالعرب وسعت إلى تدميرهم بتحويل الربيع العربي  حربا عدمية، وغدرت بالترك من خلال التواطؤ مع الانقلاب العسكري الفاشل ودعم الانفصال الكردي. فمن البلاهة أن يظن الكرد أن أميركا لن تغدر بهم.

آن الأوان لشعوب المنطقة أن تتعايش بدل السعي إلى استرضاء الأجنبي.

بالنهاية: موقف تركيا الحازم هو الذي سيلجم مغامرات المغامرين، وينقذ الشمال السوري وشرقي الفرات من الانزلاق إلى مسارات خطيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى